استعاد نادي الرياض الأدبي الكاتب سليمان الحماد، أحد أعضائه السابقين مساء أول من أمس، في ندوة وفاء عنه تحدث فيها عدد من الأدباء والشعراء الذين عاصروه وعايشوه، منهم رئيس النادي الأسبق عبدالله الشهيل الذي قال إن الحماد برغم اختزال مواهبه إلا أنه كان كاتبا ساخرا لافتا ومثيرا ومبدعا بنصوصه المسرحية التي شارك فيها. ولفت الشهيل إلى أنه نظرا لتوافر الشروط المطلوبة أسندت إليه الشؤون الإدارية في أدبي الرياض، إذ رسم سياسته العامة وكان حريصا على سمعة النادي. وأضاف الشهيل في ورقته "سليمان الحماد.. مواهب مختزلة"، كان المرحوم شاعرا فصيحا وشعبيا وملحنا وموسيقيا. وعقب صداقة متينة شرفني بكتابة مقدمة كتابه "من السادسة إلى الستين: حياة في الرياض القديمة". بدوره روى الدكتور عبدالرحمن الربيع، قصة تعرفه على الحماد، قال فيها "كنت مع صديقي عبدالله عبد الرحمن السليمان طالبا في كلية اللغة العربية، وذهبنا لرؤية بعض الأدباء والكتاب والصحفيين، إذ كانوا يجتمعون في أحد المنازل يتناقشون ويلقون الشعر، وهناك وجدت الأخ سليمان الحماد مستغرقا في القراءة أحيانا ومنفعلا بالشعر أحيانا أخرى، ورسمت له صورة في ذهني لشاب يثقف نفسه بنفسه، محبا للقراء والمعرفة، يشتت نفسه بين فنون كثيرة، ينهل من القصة والشعر والمسرح"، وأضاف: كان رحمه الله متعدد المواهب واسع الاطلاع، لكنه في السنوات الأخيرة غلب عليه شيء من اليأس والانعزالية والسوداوية. وتطرق الربيع في ورقته "سليمان الحماد ذكريات وانطباع" إلى مراحل حياة الحماد الذي نشأ في ظلال نخيل الدرعية التي كان لها تأثير واضح في كتاباته وإبداعه بل حتى عناوينه، فروايته "الحصاد" وديوانه "جدي الفلاح" دليلان على ذلك. وتناول الدكتور سلطان القحطاني "الحماد: قاصا ومسرحيا". إلى ذلك، قال رئيس النادي الدكتور عبدالله الحيدري مجيبا عن سؤال الوطن: لماذا يكرم الأدباء بعد رحليهم؟ سبق للنادي تكريم عدد من الأدباء في حياتهم، ومنهم الشيخ حمد الجاسر، وعبدالله خميس وآخرون، موضحا: نكرم بتوازن الأدباء الذين نفقدهم تقديرا لمسيرتهم، وتكريم المتوفين عرف، وبالعودة إلى كتب النادي الوثائقية تتبين جهود النادي في هذا الاتجاه.