.. مما يحسب للدكتور المهندس محمد سعيد فارسي وضع البذرة الأولى للتوسع في تشجير مدينة جدة بعد أن كانت مدينة الشجرة الواحدة ! وهذا يذكرني بالرواية القائلة : إن ثلاثة قدموا من دولة عربية لأداء العمرة خلال شهر رجب وعندما نزلوا إلى الميناء وتم لهم الخروج أخذوا يبحثون عن موقع يظللهم من حرارة الشمس، فلم يجدوا أمامهم غير الشجرة الوحيدة والقائمة أمام قصر الشيخ محمد نصيف فركنوا إليها، إلا أن بواب القصر حاول ابعادهم لكن ما إن علم الشيخ نصيف بذلك حتى استدعى الوافدين ووفر لهم السكن والأكل حتى مغادرتهم إلى مكة مزودين من عطاء نصيف ما يؤمن مؤونة الطريق. وهناك قال الثلاثة : «من أجل هذا ربنا أعطاك شجر». وأعود لموضوع تشجير شوارع جدة واقامة الحدائق المزروعة الذي وضع بذرته المهندس الفارسي، وذلك بتعيين المهندس حسن حجرة على وظيفة مساعد الأمين، وقد قام المهندس حجرة بالفعل بتوسيع دائرة الخضار في جدة حتى قيل إن نسبة عدد الشجر بجدة تفوق عددها بمدينة الطائف الزراعية. وتمضي الأيام ويتتابع على تولي منصب أمين محافظة جدة العديد من الشخصيات، حتى جاء دور المهندس هاني أبو راس الذي كرس الجهد لاقامة الشجر في الشوارع الرئيسية وتحديث وتوسعة الحدائق العمومية، لكن ما يهمنا هو شجر الشوارع الي حرم من التقليم ليصبح منظره أكثر جمالا سيما وأن الشجر بارتفاع قوائمه أصبح يغطي أعمدة الانارة كما يفقد اشارة المرور وجودها بسبب الشجر المحيط بها. إن علينا أن نشيد بالأمانة وجهودها في التشجير.. لكننا نطالبها بقص الغصون المترامية والتي تغطي أعمدة الكهرباء كما تغطي وجود اشارات المرور. في عام 1358هـ نزلت مصر لأول مرة مع والدي رحمه الله وزوجتي وابني البكر زهير.. فراعنا ما شاهدناه من الأشجار التي كانت في مظهرها على شكل رمانة، أو برتقالة، أو كمثرى، والآخر تم تزيينه ليصبح في منظره أجمل وأحلى. فهل نحلم بأن يهتم معالي الأمين بهذا الأمر ؟ السطر الأخير : حسن الحضارة مجلوب بتطرية وفي البداوة حسن غير مجلوب.