قال صافي الكساسبة، والد الطيار معاذ، الذي أعدمه تنظيم داعش «قبل أيام كنت أجهز نفسي مع أبناء العشيرة لاستقبال معاذ البطل نسرا من نسور سلاح الجو، ولكن شاءت الأقدار أن يأتي نبأ استشهاده.. وهو شهيد أحتسبه عند الله مع الشهداء والصديقين والنبيين في عليين في الفردوس الأعلى من الجنة». وأضاف «صبري جميل، وأستعين بالله، وأطلب من الحكومة الأردنية أن تثأر لدم معاذ». وقال خلال مجلس العزاء في بلدة عي (نحو 140 كيلومترا جنوب العاصمة عمان) مسقط رأس الطيار معاذ الكساسبة إن «معاذ هو جندي من جنود الوطن، وكم قدم الأردن من شهداء، وهذه قافلة مستمرة، وهذا الوطن بحاجة إلى فداء ودماء بالمهج والأرواح، وولدي واحد من هؤلاء». وقال والد الطيار الكساسبة الذي بدا قويا ومتماسكا أثناء تقبله العزاء من المواطنين ومن رفاق السلاح «أنا أعرف معاذ، وأعرف كم هو صلب، وأنه في لحظة الإعدام لم يغمض له جفن، حتى في اللحظة التي ألقي القبض عليه فيها أعجب محققو (داعش) ببسالته وصلابته وأنه لم ينهر حتى أثناء التحقيق معه». وأضاف أن «آخر شيء عندما سألوه انك مرتد ومجرم، ماذا تتوقع منا.. قال: أتوقع أنكم ستعدمونني». وأكد والد الطيار معاذ الكساسبة أنه يعتبر أعضاء التنظيم مجرمين وأنه لا وجه للمقارنة بين إراقة دمهم ومقتل ابنه. وقال «هؤلاء مجرمون ولا مقارنة بينهم وبين معاذ.. معاذ دمه أغلى من ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي (اللذين أعدمتهما السلطات الأردنية أمس). دم معاذ أغلى منهم.. معاذ دمه دم الوطن». وتابع الكساسبة لزواره، أن «معاذ ليس ابنا لي فقط، إنما هو ابن للقيادة الهاشمية والقوات المسلحة، قدم روحه وستُقدم بعده أرواح أخرى فداء للوطن، وهذا عزائي لكل بيت أردني». وطالب الحكومة الأردنية «بالانتقام الشديد من تنظيم داعش الإرهابي البعيد عن الإسلام». وقال الأب في تصريحات للصحافيين أمس إنه يدعو أيضا قوات التحالف إلى توجيه ضربات للتنظيم والقضاء عليه، طالبا من الأردنيين التوحد والصبر في مواجهة كارثة حرق ابنه معاذ على أيدي «داعش»، مشيرا إلى أن «هذا هو ديدن الشعب الأردني في التعامل مع الأحداث». وتابع الأب «أسأل الله أن يحتسب ابني معاذ الكساسبة عند الله من الشهداء»، مؤكدا أنه يشعر بألم كبير من جراء فقدان ابنه. واعتبر أن تقديم الشهداء ليس غريبا على الأردنيين وعلى عائلة الطيار الشهيد، حيث قدمت بلدة عي العديد من الشهداء لحماية الوطن ومنعته واستقراره. من جانبه، قال شقيق الطيار معاذ الكساسبة إن العائلة تحتسبه «شهيدا عند الله»، داعيا الأردنيين إلى إقامة صلاة الغائب لأنه «رفع رؤوسهم جميعا». وقال جودت الكساسبة «نحن نحسبه شهيدا عند الله.. وقد تلقى والدي ووالدتي الخبر وهما يقولان (إنا لله وإنا إليه راجعون)، مثلنا مثل جميع الأردنيين». وأشار إلى أن «الشعب الأردني لم يبخل على معاذ بذرة من دعائه، ولم يبخل على معاذ بكل ما يستطيع». وتابع جودت «نحن نقف جميعا في خندق واحد خلف القيادة الهاشمية للجيش العربي، ولن نسمح لأحد بأن يمس تراب الأردن».