ثمة أطروحات ووجهات نظر تحمل بين طياتها حلولا منطقية للكثير من القضايا التي تعاني منها كرة القدم السعودية ومنسوبوها، لكن الغالبية العظمى من تلك الأطروحات تسير في اتجاهات مختلفة يحكمها الميول والمصالح الشخصية دون أن نلمس نتائج إيجابية لما يتم طرحه مما يجعلنا نفقد الثقة في متبنيها. ها هي رواية سعيد المولد تصادق على صحة ما أود الذهاب إليه، وتطل برأسها من جديد في سيناريو مكرر لم يأت بجديد، فالأحكام القضائية موحدة وواضحة وصريحة، والموقف تعنت من اللاعب في ظل عدم قدرته على استيعاب مهنته كمحترف، والتغرير يواصل مده مدعوما من بعض الإعلاميين ورجال القانون للاعب في محاولة التحايل على الأنظمة والقوانين وتضليل الصورة، أملا في حدوث تغيير.. والنتيجة خسر سعيد كل مكتسباته التي حققها هذا الموسم وضاعت فرصة عمره بتمثيله لمنتخب بلاده وربما يترتب عليها فقد فرصته للمشاركة حتى مع الأندية المتصارعة عليه، فالمشاركة في المباريات تساعده على تطوير مستواه والسبب الجهل الذي يحيط باللاعب وغياب الرجل الرشيد الذي ينصحه نصيحة صادقة بغض النظر لعب للاتحاد أو استمر مع الأهلي. وأمام كل المعطيات السابقة يجب أن نكون صادقين مع المولد وأن نقوم بمساعدته على اتخاذ القرار المناسب للوضع الراهن الذي يمر به بعيدا عن المزايدات والمماحكات التي جاءت على حساب مستقبله. لذا أتمنى من سعيد المولد الذي لم يسبق لي الالتقاء به، ولم أتحدث معه لا من بعيد ولا من قريب، لكن من واجبي أن أسدي النصيحة له في زمن قل الناصحون به، أن يصغي وينصت لصوت العقل، وأن يأخذ سعيد بعضه ويذهب لطرق باب الاتحاد، فربما الباب الوحيد الذي سيفتح له بعدما أغلقت جميع الأبواب التي طرقت في وجهه، وأن يقدم اعتذاره على عدم التزامه بالعقد احتراما لنفسه واحتراما لمن قدروه، وأنا على يقين بأن إدارة الاتحاد على أتم الاستعداد للتعاون معه لحل أزمته وإيجاد مخرج تساعده على العودة التي لن تأتي إلا من خلال نادي الاتحاد. سعيد.. لا أخفي عليك إذا قلت لك بأن الإعلاميين المنافحين عنك ومحامي الفشنك الذين غرروا بك وعمدوك بالمضي قدما في مشوار الضياع برغم إلمامهم بالقوانين والأنظمة لن يتضرروا كثيرا لما قد تصل إليه الأمور معك، لذا اجلس مع الاتحاديين وافتح قلبك معهم، فربما تجد حلا إما الاستمرار في ناديك الجديد أو المغادرة بهدوء حفاظا على مستقبلك الذي بات مهددا بالضياع، فانقطاعك أكثر من 90 يوما عن مزاولة كرة القدم يعني في قاموس الكورة «نهايتك كرويا». سعيد ..قد لا يكون أمامك من الوقت الشيء الكثير للمكابرة، فالأهلي يسير بدونك، واثق الخطوة يمشي بطلا، والاتحاد في غنى عنك، وبالتالي أنت الخاسر الأكبر في القضية، فلا تحرج في اتخاذك للقرار الصحيح، وواجه مشكلتك بنفسك قبل فوات الآوان، فالهروب ليس حلا. هذا بالنسبة لسعيد المولد، أما بالنسبة لقرار محكمة الكاس الذي جاء لاجما مخرصا كل الألسن التي تهجمت وتطاولت على الدكتور عبدالله البرقان وشككت في نزاهة لجنته واحترافية عملها، وتعزيز لنجاحها الذي لا يحتاج إلى قرائن، فاللجنة تحكي عن نفسها.