من مطلق مسؤولية المرأة الرائدة الكائنة في مشاركتها في التنمية المستدامة والخدمة الشاملة لوطنها ومجتمعها تأتي مبادرة الدكتورة أمل فطاني المشرفة العامة على الشؤون النسائية بوزارة التعليم لتشكيل تجمع نسائي وطني افتراضي على برنامج الواتس اب، من كافة الجامعات والقطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الوطن والمرأة والجهات الداعمة لتوطيد المعرفة وتأسيس القواعد المعلوماتية لكيان المرأة السعودية المنجزة والمعطاءة. وقد ضم هذا التجمع رائدات ذوات كفاءات وطنية يشار لها بالبنان، وقد كانت المشورة والتشاور ونقل المعرفة هي الأسس التي تبناها الحوار بينهن، وجعلن هدفهن الأسمى هو إبراز دور المرأة في التنمية الوطنية وحصر الكفاءات التي لها بصمات واضحة في مسيرة المرأة السعودية، وعلى الرغم من ضخامة تطلعات هذا التجمع ذي الفاعلية إلا أن روح التواضع والمحبة والتفاعل هي سياستهن ومنهجهن في التداول والطرح والتوصيات. ولعل تأريخ هذة الحقبة من الزمان سيسجل ما لهذه التجمعات الافتراضية الذكية من دور كبير في إحداث النقلات السياسية والاجتماعية والمعرفية للأفراد والمجتمعات، وهذا من منطلق أن الإنسان كائن اجتماعي في المقام الأول، وأن للجماعة تأثيرا قويا ومباشرا عليه في تشكيل هويته وشخصيته وتوجهاته ومعارفه، ويبقى السؤال أي التجمعات نختار ومن أين لنا أن نستقي المفيد ونتأثر به بعيدا عن ما يمكن أن يشوبه من شوائب ونواقص وتناقضات !! وكما يعلم الجميع أنه بهذا الانفتاح يصبح القرار والاختيار أمرا ذاتيا ومحركا أوليا في تحديد الحاجات للأفراد والمؤسسات ورسم الخطط ووضع الأهداف ومتابعة تحقيقها، فالاستثمار المعرفي رغم سلاسة أهدافه إلا أن عمق تحقيقها لا ينبع إلا من الفرد نفسه ثم من مجتمع يؤمن بدوره في التنمية البشرية. وأختم بمقولة مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق بكري عساس، والذي ينوه عنها دائما جملة وتفصيلا وتشير في مضمونها أن الاقتصاد المعرفي المجتمعي يبدأ باستثمار العقول وتوجيه افكارها وتشجيع افرادها نحو البحث العلمي المنظم والذي يعد أحد أهم الركائز الأساسية التي تنطلق منها المؤسسات لأداء دورها ورسالتها لخدمة أوطانها ومجتمعاتها. ( * ) وكيلة عميد شؤون أعضاء هيئة التدريس والموظفين - جامعة أم القرى