×
محافظة المنطقة الشرقية

التنوع في قطاعات الشركة يرتكز على 45 سنة من الإنجازات والخبرات

صورة الخبر

منذ اليوم الأول لـ «عاصفة الحزم»، التي انطلقت رداً على التدخُّل الإيراني في اليمن، بدأت أقلام عربية التشكيك في هذه الحرب، ومعاودة الطرح ذاته الذي صاحَبَ حرب تحرير الكويت. قد نتفهّم ما جرى في حرب تحرير الكويت، باعتبار أن بعض تلك الأصوات كان يدعو إلى حلّ عربي، على رغم يقينه بأن ذلك الحلّ لم يكن ممكناً في ظل الانقسام الذي شهدته الساحة السياسية العربية في تلك الأزمة. ولكن، كيف يمكن تفسير موقف بعض المثقفين العرب اليوم، على رغم أن الطرف الذي يواجه «عاصفة الحزم» يحمل مشروعاً إيرانياً مدمِّراً. «عاصفة الحزم» جاءت لتثبيت الشرعية في اليمن، ومنع أقلية من حكم الغالبية بالقوة، ووقف معاودة تجربة «حزب الله» اللبناني الذي يلعب دور الذراع العسكرية لإيران في المنطقة. ولكن، على رغم ذلك، نجد بعض الأقلام يقف مع إيران في خندق واحد، متجاهلاً أنها سعت الى زعزعة الاستقرار في مصر، وزرعت خلية إرهابية مسلّحة عام 2009، كان دورها التخطيط لشنّ هجمات إرهابية على مصالح مصرية، واستهداف حركة الملاحة في قناة السويس. وفي عامَي 1983 و1985، نفّذت عمليات إرهابية في الكويت بأيدي عناصر من «حزب الله»، الذي خطّط ونفّذ تفجيرات أبراج الخُبر في السعودية عام 1996، بتعليمات من الاستخبارات الإيرانية. وهي منذ أكثر من أربع سنوات، تخوض حرباً دموية ضد الشعب السوري، وتكرّر حال الاقتتال بين اليمنيين بدعمها للحوثي. أيُّ كاتبٍ عربي هذا الذي يقف الى جانب مشروع يكرِّس «المذهبية» ويروِّج لصناعة الموت، من خلال زرع ميليشيات مشروعها قائم على تمجيد الأوهام وتقديس الخرافات، وممارسة السياسة بالطغيان وقمع الحريات ووأد الكرامة؟ الكاتب العربي الذي يقف ضد مواجهة الحوثي في اليمن، ينطلق من خيال مهزوم. وموقفه المتّشح بالنقد لمفهوم الحرب، موقف مزيف. كلنا يمقت الحرب، لكن عملاء إيران فرضوها على مواطنيهم وبلدانهم، وسعوا الى التفرُّد بالقوة والبطش، وخلق مشاكل تفرض عسكرة المجتمعات، وجعلوا الكذب والخيانة منهجين في حربهم على مجتمعاتهم، حتى صارت الأكاذيب قِيَماً يموت من أجلها الناس. المشروع الإيراني الذي يحارب الحوثي من أجله في اليمن، لا يختلف عن أهداف التنظيمات الإرهابية التي تعبث باستقرار الدول العربية. الحوثي نسخة من «القاعدة» و «داعش»، و «النصرة»، و «أجناد الحق»، وبقية العصابات التي تُرهِب الناس في العراق وسورية ومصر ولبنان وليبيا والجزائر وتونس. لذلك، ما كان مقبولاً تجاوزه خلال حرب تحرير الكويت، يصعب فهمه الآن فضلاً عن قبوله. لا شك في أن إيران نجحت في اختراق وسائل إعلام عربية، مثلما نجحت في تجنيد عملاء. لكن تطوُّع كتّاب ومثقفين عرب لخدمة المشروع الإيراني في البلاد العربية، يُعدّ سابقة في الفساد الذهني، وخور الانتماء والكرامة. الأكيد أن «عاصفة الحزم» كشفت الأقوال المائعة، والآراء المريبة. وإذا كانت حرب تحرير الكويت ميّزت بين المنتمي والمراوغ، فإن «عاصفة الحزم» يجب أن تكون سبباً في لجم هذا التكاذب الذي كرَّس النضال من أجل التخلّف والهلاك.