يعتقد باحثون في جامعة «ميشيغان» الأميركية أن الصوت الهامس في رؤوسنا، الذي لا يفتأ يحضنا على تناول مزيد من الطعام، هو في واقع الأمر عبارة عن مجموعة مؤلفة من 10 آلاف خلية دماغية، ويتطلع الباحثون إلى أن تفضي تجاربهم، التي بنيت على كائنات مخبرية من الأسماك والفئران، مستقبلاً لتهدئة وربما إسكات ذلك الصوت، أو حتى زيادة وتيرة إلحاحه إذا ما تطلب الأمر علاج من يعانون من اضطرابات تتعلق بفقدان الشهية. أن الباحثين ركزوا تفكيرهم على خلايا عصبية تدعى «بي أو إم سي»، واقعة في منطقة تحت المهاد بالمخ، تقوم بإرسال واستقبال إشارات لتنظيم الشهية، ليجدوا أنه في حال غياب تلك الخلايا العصبية، أو عدم إتمامها وظائفها بشكل صحيح، فإن الحيوانات والبشر سيعانون من سمنة مفرطة تتفاقم على نحو خطر. وأظهرت النتائج الجديدة على الحيوانات أن الأمر ذاته يحدث عند عدم عمل محفزات وراثية معينة داخل خلايا «بي أو إم سي». وخلال البحث، ركز الباحثون الأميركيون على بروتين يدعى «عامل النسخ»، وعلى جزيئين صغيرين من الحمض النووي يسميان «المعززات أو المحسّنات»، والأجزاء الأخيرة تتصرف كونها محفزات لجين«بي أو إم سي»، ومثلما تسهم أضواء المدرجات في مساعدة الطيارين على تحديد مسار الطائرة لمدرج المطار، فإن المحسنات تعمل دليلاً لوصول البروتينات إلى الجينات، وتقوم العناصر الثلاثة جميعها بتنظيم عدد مرات استخدام الخلايا العصبية «بي أو إم سي»، وكيفية استخدامها، لغرض إيجاد الإشارات التي تطلقها في الجسم. ونظرياً، يمكن التوجه مستقبلاً لإيجاد عقاقير محتملة لزيادة إنتاج ذلك المحفز الوراثي، أو قمعه، أو حتى إخماده، أما بالنسبة للبشر والواقع الفعلي، فقد أشار أحد الباحثون إلى أن الجينات قد تشكل جزءاً من معادلة التحكم بالوزن، وهو أمر يجهلونه حالياً، غير أنه مرجح.