بالأمس القريب أوصى الملك سلمان «رجالاً» اختارهم «كما قال» لنهضة الوطن، وخدمة المواطن، وحين لم تجدِ الوصية، ولمس صاحب القرار تقاعساً، ووجود أطراف عكسية ما بين الواقع والهدف، كانت الإقالة «الفاصل» لأحدهم، فهو لا يرضى أن يكون المواطن ضحية، أو أن يقف كائن مَنْ كان ضد مصلحته، وهذا ما حدث بعد عديد من الملاحظات على عمل وزير الصحة «الـمُقال»، لأن مَنْ يريد التغيير سيُحدثه فوراً، ومَنْ له نية في التطوير سنلمس ذلك سريعاً في أفعاله، وتصرفاته، ولكن ردَّ وزير الصحة السابق على مواطن طالب بحق من حقوقه في العلاج كونه «سعودياً» أوحى لنا جميعاً بأن حياة مرضانا في خطر، وأنه لا نية للتطوير، أو الإصلاح، وكأن أمر العلاج، وتوفيره للمريض «لا يزال» يسير ببطء، يتوغل في أعماق المستحيل. واستغرب من أمر المطالبين بأن يُعطى الوزير فرصة أخرى، أو أن يوبَّخ لكونه «جديداً»، ويجهل كثيراً من الأمور في الوزارة، ولكن هل يُعقل أن هذا الوزير أمضى سنوات عمره السابقة في معزل عن المجتمع، أو أنه لم يسمع يوماً بتخبطات الوزارة، وأخطائها، وفسادها؟ هو بالتأكيد يعلم مقدار تنامي الفساد في الوزارة، لكن ما جهله، ونسيه، أو تناساه، هو أن سلمان لم يختره تشريفاً، بل اختاره تكليفاً. نعلم مقدار «التوسلات» التي يقدمها «المواطن العادي» للحصول على علاج، أو أمر إخلاء طبي، ولكن هذا الماضي يجب أن يُدفن سريعاً، وهذا ما أنا متيقنة منه تماماً، لأننا في عهد سلمان، وفي عهد حكومة شابة ليست بعيدة عن الشعب، هي بينهم، ومعهم حتى في مواقع التواصل الاجتماعي، وأصوات الشعب تصل دون وسيط، وما حدث من إقالة لوزير لم يمضِ على تعيينه وقت طويل، هو رسالة صارمة لكل الوزراء الجدد ليعملوا لخدمة الوطن، والمواطن، وليكرِّسوا جهودهم في مجالات حيوية، تخدم الوطن، والمواطن، وأنا أجزم بأن ضمائر الوزراء، والمسؤولين، بعد ما حدث، ستصحو «رغماً عنهم»، وسيعيد كل مسؤول ترتيب أوراقه، لأنهم «مراقبون» في السماء، وعلى الأرض، ولأن راحة الشعب، ورقي الوطن، هما الفيصل في إدارة كراسي المسؤولين.