أثار البابا فرنسيس أزمة دبلوماسية مع تركيا من خلال وصفه مقتل 1.5 مليون أرمني قبل مئة عام بأنه "أول إبادة جماعية في القرن العشرين"، لكن تلك المأساة لم تكن الوحيدة في القرن العشرين، إذ شهد القرن المنصرم العديد من المآسي والحوادث الدامية لاسيما في الحربين العالميتين الأولى والثانية. وصنفت جريمة الإبادة الجماعية كجريمة دولية في اتفاقية وافقت الأمم المتحدة عليها بالإجماع عام 1948 ووضعت موضع التنفيذ عام 1951، وفيما عرض لأبرز المذابح التي وقعت في القرن العشرين مذابح الأرمن خلال فترة الحرب العالمية الأولى قام الأتراك بالتعاون مع عشائر كردية بإبادة مئات القرى الأرمنية شرقي البلاد في محاولة لتغيير ديموغرافية تلك المناطق لاعتقادهم أن هؤلاء قد يتعاونون مع الروس والثوار الأرمن. كما أجبروا القرويين على العمل كحمالين في الجيش العثماني ومن ثم قاموا بإعدامهم بعد إنهاكهم، غير أن قرار الإبادة الشاملة لم يتخذ حتى ربيع 1915، حين قام العثمانيون بجمع المئات من أهم الشخصيات الأرمنية في إسطنبول وتم اعدامهم في ساحات المدينة. واستمر القتل الجماعي في فترة حكم مصطفى كمال أتاتورك حتى عام 1922، حين دخلت القوات التركية مدينة إزمير في سبتمبر عام 1922، ويقدر الباحثين أن أعداد الضحايا الأرمن تتراوح ما بين 1 مليون و 1.5 مليون نسمة. مقتل الملايين في كمبوديا في خضم الحرب الباردة وأثناء أتون الحرب الفيتنامية الأميركية ،وجدت كمبوديا (المجاورة لفيتنام) نفسها مسرحا للصراع الدولي، واستولى الخمير الحمر (تحالف ماركسي متطرف) على العاصمة بنوم بنه 1975 وقام النظام الجديد بقيادة بول بوت بتغيير اسم البلاد إلى جمهورية كمبوتشيا الديمقراطية ولتبدأ بعدها المذابح المروعة. وتحت رقابة مشددة انطلقت حملة تصفيات رهيبة ضد كل من اعتبره النظام الشيوعي أعداء محتملين حيث تم تحويل المدارس إلى معتقلات ومن أشهرها تيول سلينج حيث اشرف القيادي الشيوعي كاينج جيك على قتل وسحل الآلاف دون رحمة. مذبحة سربرنيتسا في عام 1995، شهدت البوسنة والهرسك مجزرة على أيدي القوات الصربية وراح ضحيتها حوالي 8 آلاف شخص ونزح عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين من المنطقة، إذ تعتبر هذه المجزرة من أفظع المجازر الجماعية التي شهدتها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وقامت القوات الصربية وبأوامر مباشرة من أعضاء هيئة الأركان الرئيسية لجيش جمهورية صربيا القادة العسكريين والسياسيين- بالقيام بعمليات تطهير عرقي ممنهجة ضد المسلمين البوسنيين والمعروفين باسم البوشنياق، وقد حدثت على مرأى من الفرقة الهولندية التابعة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة دون أن تقوم بأي شيء لإنقاذ المدنيين. فبعد دخول القوات الصربية البلدة ذات الأغلبية المسلمة، قامت بعزل الذكور بين 14 و 50 عاماً عن النساء والشيوخ والأطفال، ثم تمت تصفية كل الذكور بين 14 و50 عام ودفنهم في مقابر جماعية، كما تمت عمليات اغتصاب ممنهجة ضد النساء المسلمات. مذابح رواندا في أبريل عام 1994، شن القادة المتطرفون في جماعة الهوتو التي تمثل الأغلبية في رواندا حملة إبادة ضد الأقلية من توتسي، وخلال فترة لا تتجاوز 100 يوم، قُتل ما يربو على 800 ألف شخص وتعرضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب. وانتهت الإبادة الجماعية في يوليو 1994، عندما نجحت الجبهة الوطنية الرواندية، وهي قوة من المتمردين ذات قيادة توتسية، في طرد المتطرفين وحكومتهم المؤقتة المؤيدة للإبادة الجماعية إلى خارج البلاد. مذابح بوروندي منذ استقلال بورندي عام 1992، حصل حدثان يمكن أن نطلق عليهما عمليات تطهير عرقي في هذا البلد، ففي عام 1972 حدث عمليات تطهير عرقي كبيرة لعرقية الهوتو من قبل جيش عرقية التوتسي, كما أنه وفي المقابل حدث عمليات تطهير عرقي في عام 1993، لكن هذه المرة كانت ضد التوتسي من قبل الهوتو، حيث عرف هذان الحدثان على أنهما عمليات تطهير عرقي في التقرير النهائي للمفوضية الدولية للاستقصاء في بوروندي حيث قدم هذا التقرير لسكرتير الأمانة العامة للأمم المتحدة عام 2002.