عرضت جمعية الثقافة والفنون بالدمام، مساء الأحد الماضي، المسرحية المونودرامية بارانويا على مسرح الدسمة بالكويت، وذلك ضمن الدورة الثانية لمهرجان الكويت للمونودراما، وهي من تأليف عباس الحايك، وإخراج ياسر الحسن، وتمثيل حسن العلي، الذي استهل العرض بثلاث دقات على خشبة المسرح، وبصوت آت من شخصية متسلطة تردد هذا المكان ليس للراحة، إنه مكان للعمل، يقابلها موظف يمثل شخصية مغلوبة على أمرها لا تقوى عمل أي شيء في التصدى لهذا المدير، فيما يتناول العمل قيمة التسلط، ليس في بيئة العمل فقط بل تمتد لتسلط الزوج على زوجته وابنائه، والمعلم على الطالب، والأخ على أخيه، والصديق على صديقه، والمدير في العمل على الموظفين، أو الحاكم على شعبه. وفي الندوة التطبيقية للعرض، بحضور المخرج والمؤلف والممثل وإدارة المسرحي نايف البقمي، الذي ابتدأ بمداخلة من الفنان التشكيلي عدنان الصالح الذي أشاد بعنصر التمثيل في المسرحية للفنان حسن العلي، وبتحركاته الواعية على خشبة المسرح، متمنيا لو اختزلت الفكرة وكثفت المشاهد ليتلافى فريق العمل الملل، فيما توقف المخرج عبدالله الرويشد عند كيفية نسج الكاتب لشبكة العلاقات التي على المسرح من خلال المزج بين ثلاث شخصيات، واستغلال الفضاء المسرحي، واعتماد المخرج على قطعة اكسسوار واحدة . فيما أجاب الحايك بأن النص حمل جزءا من علاقته الشخصية مع مديره، وقال: تلك العلاقة التي يشوبها شيء من الالتباس، وهذا الأمر لدى كثير من الناس، ولعل وجهة نظر المدير ومبرراته تدفعه في بعض الأوقات إلى التعامل بهذا الأسلوب مع الموظفين، لاشك أنني لست الشخص المعقد الذي شاهدتموه على المسرح ولكني اخترت فكرة العلاقة بين المدير والموظف التي مررت بها شخصيا لتكون مدخلا إلى هذا العمل. وأضاف بأن كثيرا من الناس يأخذون مشكلاتهم النفسية إلى المنزل، والبعض يتعايش مع هذه المشكلات لسنوات، مشيرا إلى أن الشخصية الواحدة هي التي كانت مهيمنة على الخشبة وتفرع منها بعض الشخصيات، ولافتا إلى أن هذا نصه الأول في فن المونودراما.