×
محافظة المنطقة الشرقية

السعودية وتركيا تخططان لحلف عسكري يطيح بالأسد

صورة الخبر

كان الأسبوع الماضي يوماً مشهوداً في طرف من أطراف وطن الخير من مملكة الإنسانية، حيث افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس جمعية الأطفال المعوقين وأخوه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وفقهما الله -والذي شرُفت بحضوره- مركز جمعية الأطفال المعوقين العاشر بمنطقة القصيم (محافظة الرس) والذي يأتي ضمن سلسلة مشاريعها المتواصلة. هذا الافتتاح الذي يأتى والوطن يجابه في الحدّ الجنوبي معارك عزّة وشرف للذود عن دين ووطن وأمّة، نعم إنها السعودية التى تبني ولا تهدم وتقدّم عطاءً بلا حدود وهناك يقاتل أبناؤها وهنا مشروع خير لإعادة وإحياء الأمل لطفل ابتلاه الله بإعاقة لا يعلم أسبابها الا الله. وخلال هذا الحفل الإنساني الرائع أعادني سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارتها للوراء 27 عاماً، وعلى وجه التحديد عام 1409هـ، حينما كانت الجمعية مجرد مركز وحيد بالعاصمة الرياض تتلمس طريقها في مسيرة العمل الخيري التخصصي. وعادت بي الذاكرة للاجتماع الثالث لجمعيتها العمومية -والذي عقد في شهر جمادى الآخرة سنة 1409هـ، وكيف كان ذلك الاجتماع بداية مرحلة جديدة في تاريخ الجمعية، حيث تم خلال الاجتماع انتخاب مجلس إدارة في دورته الجديدة، قام الأعضاء في حينه بانتخاب الأمير سموه رئيسًا لمجلس الإدارة، وتشرفت بأن اكون أحد أعضاء مجلسها لعدة دورات. وأكاد أتذكّر تماماً كلمات سموه الأولى لأعضاء المجلس حينذاك حيث أكّد على أهمية الدور الذي يؤديه عضو الجمعية بشكل عام، وعضو مجلس الإدارة بشكل خاص، إذ أشار إلى أن «الوقت بحياة الإنسان أو الوقت الذي يبذله العضو لهذه الفئة من الأبناء المعوقين هو أثمن ما يمكن أن يقدمه، أياً كانت الصفة التي يتعامل بها داخل المجلس». وأخذ سموه على عاتقه وبمعاونة مجلس الادارة مهمة إحداث نقلة نوعية في مسيرة هذه المؤسسة الخيرية، بوضع برامج وخطط لتوسيع أنشطة الجمعية؛ لتمتد خدماتها إلى كل مناطق المملكة، مع الارتقاء بنوعيتها، وإشراك المجتمع في تحمل مسؤولياته تجاه المعوقين، واتفق المجلس على أهمية أن تتجدد الخطط والبرامج من خلال تبنّي إستراتيجية جديدة تتمثل في تطوير الهيكل الإداري والتنظيمي للجمعية، وتوزيع الأدوار والمسؤوليات بين لجان متخصصة، والاستعانة في ذلك بالخبرات الوطنية المتوافرة في مختلف المجالات. وأمنوا على أهمية إسهام الجمعية في التأسيس لمنهج علمي في تناول قضايا الإعاقة، حتى لا تترك للاجتهادات الشخصية، والتجارب التي لا تتبنى رؤى واضحة. كما كان التركيز في دور الإعلام، وأهميته من أجل تفاعل واع من المجتمع مع قضايا الإعاقة، ومشكلات المعوقين. ومع انطلاقة الدورة الرابعة لمجلس إدارة الجمعية، تبنى الامير سلطان بن سلمان تنفيذ إستراتيجية جديدة في ضوء المعطيات التي برزت واستجدت، سواء أكان ذلك على مستوى الجمعية، أم على مستوى المجتمع المحيط، والوعي بقضية الإعاقة، أو برامج التأهيل داخل المملكة وخارجها وتضمنت تلك الإستراتيجية:- إنشاء المراكز المتخصصة لتوفير الرعاية المتكاملة (علاجية، وتعليمية، وتأهيلية) للطفل المعوق، ومساندة أسرته في التعايش مع الإعاقة. المساهمة في بناء رأي عام واع بقضية الإعاقة، وأسبابها وطرائق تفاديها، وكيفية التعامل معها. إنشاء مركز متخصص لأبحاث الإعاقة للمساهمة في بناء قاعدة علمية لبرامج رعاية المعوقين في المملكة. واعتمدت الجمعية على المنهج العلمي القائم على التخطيط الإستراتيجي، الذي يعني تحديد الأهداف، ووضع الخطط والبرامج والوسائل المحققة لها، مما يعين على التقويم الموضوعي، والوقوف على جوانب الإيجاب والسلب بوضوح، من أجل تأكيد الإيجابيات، وتفادي السلبيات، وتلمس الخطى نحو المستقبل، برصيد متراكم من الخبرات. وحرصت الجمعية على أن يكون البحث العلمي ركنًا أساسيًا في إستراتيجيتها وبناء عليه قرر مجلس الإدارة في اجتماعه السادس والثلاثين في 11جمادى الأولى سنة 1421هـ إقامة مركز للأبحاث، وفي سنة 1412هـ وافقت وزارة الشؤون الاجتماعية على إقامة المركز (مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة)، وحظي المركز بتبرع كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -وكان أميراً لمنطقة الرياض حينذاك- بمبلغ قدره عشرة ملايين ريال، منحة تأسيسية للإنشاء، والانطلاق نحو تحقيق الأهداف. وبدأت الجمعية انطلاقتها النوعية في تنفيذ استراتجيتها الطموحة فيما يتعلق بالتوسع الأفقي وايصال خدماتها الى المناطق التي تحتاجها، ففي سنة 1419هـ. تم الاحتفال بافتتاح مركز الجمعية بمكة المكرمة، تكفل بإنشائه الشيخ عبدالرحمن فقيه بتكلفة تصل الى 15 مليون ريال. وتبلغ طاقته الاستيعاب: 200 طفل وطفلة يومياً ومصروفات التشغيل: 4,5 مليون ريال سنوياً. وبعد أقل من عام، رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز -يرحمه الله-، وكان حينذاك ولياً للعهد، عام 1420هـ افتتاح فرع للجمعية بجدة، وشرف المركز بإطلاق اسمه -يرحمه الله- عليه، مركز الملك عبد الله بن عبدالعزيز لرعاية الأطفال المعوقين بجدة، صرح خدمي خيري على مساحة 50 ألف متر مربع. وبلغت التكلفة الإنشائية نحو 80 مليون ريال، والطاقة الاستيعابية: 400 طفل وطفلة يومياً وتصل مصروفات التشغيل: 12 مليون ريال سنوياً. وفي خلال عامين انضم مركز جديد لعقد الجمعية هو مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة وأقيم على مساحة 25 ألف متر مربع بتكلفة تصل الى 30 مليون ريال. ويستوعب 250 طفلاً وطفلة يوميا. وتبلغ مصرفات التشغيل 5 ملايين ريال سنوياً. وكانت الجمعية قد احتضنت 1416هـ مركز الأطفال المعوقين بمنطقة الجوف، والذي أقامته جمعية البر بالجوف، وتم اسناد ادارته وتشغيله للجمعية، وتبلغ طاقته الاستيعابية 150 طفلاً وطفلة ومصروفات التشغيل نحو 2 مليون ريال سنوياً. وتواصلت مسيرة التوسع بإنجاز مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز بحائل، حيث تم افتتاحه 1428هـ برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، -وكان أميراً لمنطقة الرياض حينذاك- وحظي مشروع ذلك المركز بمبادرة دعم مميزة من معالي الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد، والذي تحمل كافة تكاليف الانشاء والتجهيز والتي بلغت نحو 12 مليون ريال والطاقة الاستيعابية: 150 طفلاً وطفلة، تصل مصروفات التشغيل الى 3 ملايين ريال سنوياً. واتجهت الجمعية الى جنوب المملكة، حيث أقامت صرحاً خدمياً مميزاً في منطقة عسير، تم افتتاحه عام 1434هـ، وأقيم على مساحة: 10 آلاف متر مربع بتكلفة بلغت 12 مليون ريال ويستوعب 200 طفل وطفلة. فيما تصل مصروفات التشغيل الى 5 ملايين ريال سنوياً أو خلال عام كان هناك فرع ثان في الجنوب وعلى وجه التحديد في منطقة الباحة حيث تم الاحتفال بافتتاحه في 23/1/1435هـ. وتكفل بإنشائه الشيخ علي بن إبراهيم المجدوعي بما يزيد على 15 مليون ريال والطاقة الاستيعابية: 200 طفل وطفلة يومياً. وتبلغ مصروفات التشغيل نحو 4 ملايين ريال سنوياً. وبالتوازي مع ذلك استنت الجمعية سنة حسنة تتمثل في إيصال الخدمة ليس فقط الى المناطق والمدن التي تحتاجها، بل أيضا الى الاحياء الأكثر ازدحاماً، والتي تتزايد فيها نسبة الإعاقة، وفي هذا الاطار احتفت الجمعية بافتتاح أول فروعها في الاحياء، مركز جنوب الرياض في شهر رمضان 1434هـ، وتبلغ مساحته نحو 3 آلاف متر، وبلغت تكلفته 12مليون ريال والطاقة الاستيعابية: 100 طفل وطفلة، فيما تصل مصروفات التشغيل الى 2مليون ريال سنوياً. وتوجت مسيرة الجمعية وكما ذكرت سابقاً قبل أيام بافتتاح المركز العاشر، مركز محافظة الرس وتكفل بإنشائه الشيخ خالد بن عمر البلطان بما يصل الى نحو 10مليون ريال، وطاقته الاستيعابية نحو 100 طفل وطفلة يومياً. تكلفة التشغيل: 3 ملايين ريال سنوياً. وتتواصل مسيرة التميز بتواصل أعمال الانشاء في فروع جديدة في كل من جازان والحدود الشمالية وشرق الرياض، في سباق مع الإعاقة، وفي محاولة جادة لتحجيم سلبياتها على الفرد والمجتمع. ولعلكم تلاحظون حرصي على الإشارة الى تكلفة تشغيل كل مركز من تلك المراكز، الامر الذي يعكس حجم التحدي الذي تواجهه هذه الجمعية الخيرية الرائدة، والذي يتمثل في توفير ميزانية تشغيل سنوية تصل الى 120 مليون ريال، مرشحة للزيادة!. في وقت تقدم خدمات رعاية علاجية وتعليمية وتأهيلية مجانية لأكثر من ثلاثة آلاف طفل يومياً، وتعتمد على تبرعات أهل الخير كمصدر رئيس لتمويل ميزانيتها. وهنا يظهر جانب آخر مهمّ من جوانب تفرّد الجمعية وريادتها، حيث شرعت مبكراً في تبني استراتيجية للوقف الخيري، والمشروعات الخيرية الاستثمارية تحت اشراف لجنة متخصصة حظيت برئاسة معالى وزير الشئون الإسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد وتضم في عضويتها نخبة من العلماء وأهل الاختصاص، ونجحت الجمعية خلال أقل من عشرة أعوام في أن توفر ظهيراً داعماً، يمثل مصدر دخل ثابت ودائم من ريع تلك المشروعات الخيرية الاستثمارية، قفز لمثل نحو 40% من ميزانية الجمعية السنوية وسألقى في عجالة الضوء على بعض تلك المشروعات ومنها، مبنى واحة طيبة الخيري الاستثماري بالمدينة المنورة، وهو عبارة عن برج فندقي مكون من 14 طابقاً، ومشروع أم القرى الخيري الاستثماري بمكة المكرمة، وعمارة سكنية مكونة من سبعة طوابق بحي العزيزية الجنوبية، مشروع واحة المصيف الاستثماري الخيري بالرياض ومؤجرة على شركة بندة العزيزية المتحدة، مشروع واحة النظيم الخيري الاستثماري بالرياض، ومشروع واحة العزيزية الخيري الاستثماري بالرياض. إضافة الى مشروعات وقف تبناها أهل الخير مثل وقف الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله بمكة المكرمة، ووقف الشيخ محمد صالح حمزة صيرفي بمكة المكرمة. وبموافقة مجلس الإدارة ولجنتي الأوقاف والاستثمار بجمعية الأطفال المعوقين، تم الشروع في الإعداد لتنفيذ مشروع خيري استثماري على مساحة من الأراضي تمتلكها الجمعية بحي النسيم -طريق الهدا بمكة المكرمة، وسيخصص ريع ذلك المشروع لدعم ميزانية تشغيل مراكز الجمعية ومشروعاتها المستقبلية. ويضم المشروع عدة وحدات منها: مبنى الملك سلمان بن عبدالعزيز ومبنى الأمير سلطان بن عبدالعزيز -يرحمه الله-، وهما عبارة عن برجين سكنيين مكونين من عشرة أدوار متكررة ودورين ميزانيين وتصل تكلفتهما الى 120مليون ريال، ومشروع عملاء بندة، حيث تبنت شركة العزيزية بندة تخصيص عائدات برنامج «دع الباقي لهم» لإنشاء مشروع خيري استثماري تخصص إيراداته لدعم ميزانية الجمعية، وهو عبارة عن مبنى تجاري سكني بتكلفة متوقعة تصل الى 60 مليون ريال، الى جانب مشروع عملاء شركة الاتصالات السعودية، حيث تبنت شركة الاتصالات السعودية تخصيص عائدات برنامج الرسائل الهاتفية القصيرة «sms» لصالح إنشاء مشروع استثماري خيري، عبارة عن مبنى سكني تجاري تبلغ تكلفته 60مليون ريال. ويتبقى جانباً مهماً من جوانب ريادة هذه المؤسسة الخيرية ونبوغها، هو تعاطيها كجمعية وطن مع قضية الإعاقة على انها قضية اجتماعية اقتصادية، تستلزم حشد جهود كافة فئات المجتمع للتصدى لها، وأشهد أنها خلال ثلاثين عاماً قطعت أشواطاً ملموسة في هذا الصدد منها في عجالة: إنشاء أول مركز بحثي متخصص في شئون الإعاقة «مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة». -تنظيم اربعة مؤتمرات دولية عن الإعاقة والتأهيل. -تبني جائزة دورية تمنح في مجالي: الخدمة الإنسانية. جائزة التميز للمعوقين. -تبني برنامج دمج الطلاب والطالبات المعوقين في مدارس التعليم العام والنجاح في دمج أكثر من 250 طفلا سنوياً. -تبني برنامج توظيف المعوقين والمعوقات في منشآت القطاع الخاص بالتعاون مع عدد الجهات. -تقديم خدمات رعاية شاملة لأكثر من ثلاثة آلاف طفل وطفلة سنوياً. -إسهام الجمعية في تحديث وثيقة المنظمة الدولية للإعاقة والتأهيل. -تبني فكرة النظام الوطني للمعوقين في المملكة وإنجاز مشروع النظام. -تبني مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين والتي شارك في فعاليتها على مدى 19 دورة أكثر من 2500 طفل وطفلة من كافة مناطق المملكة وعدد من دول الخليج العربي. -تطوير منهج متكامل لتعليم الأطفال المعوقين بدعم من برنامج الخليج العربي (الأجفند). -إصدار مجلة متخصصة عن الإعاقة. (الخطوة). -المساهمة في توفير منظومة من التسهيلات والخدمات للمعوقين في المنشآت العامة والمرافق والمؤسسات الحكومية. -تبني العديد من المشروعات والبرامج التوعوية الوطنية (جرب الكرسي، الله يعطيك خيرها، عطاء الطلاب، توظيف المعوقين). -الريادة في مجال مشروعات الاستثمار الخيري (الأوقاف الخيرية) كمصدر لتمويل ميزانية الجمعية وخدماتها المجانية. والحديث يطول ويطول عن جمعية الأطفال المعوقين الجمعية العالمية والتى أصبح الانضمام لعضويتها ومساندتها مطلبا من كل مواطن ومواطنة، ونوجّه دعوةً مفتوحة كل في منطقته لتواصل مسيرتها وخدمة وعلاج أبنائنا وبناتنا من الأطفال المعوقين. أخيراً / شكر خاص لسمو رئيس المجلس ولأعضاء مجلس إدارتها موصولا لأمينها العام الأستاذ عوض الغامدي وجنوده المجهولين في كل مناطق الوطن. شكراً لأعضاء الجمعية العمومية من رجال أعمال ساهموا في تأسيس مراكزها ومواطنين يساهمون بالوقت تطوّعا من اجل جمعيتهم، والشكر الأخير لكل من يتقدم الآن لطلب عضويتها بمبلغ سنوي رمزي ليكون اسمه وعطاؤه بجانب آلاف الأسماء التي سخّرت نفسها لعمل خيري وإنساني. خاتمة مستعد أن أضحّي بكل ما أملك بل وأمشي على.. يدّي من أجل أطفال جمعية الأطفال المعوقين. سموه يسلم أحد الفائزين بمسابقة القرآن الكريم للأطفال المعاقين جائزته بحضور الشيخ عبدالرحمن السديس الأمير سلطان بن سلمان والأمير فيصل بن مشعل خلال افتتاحهما مركز رعاية المعاقين بالرس