ينخرط طلبة الجامعات الأردنية في مبادرات إنسانية تسهم في تطوير مهاراتهم، وصقل قدراتهم في مجالات عدة، فضلاً عن خدمة فئات مختلفة من المجتمع. طلبة الجامعة الأردنية، ومقرّها عمان، أطلقوا مطلع العام الحالي مبادرة نشامى الأردنية، غايتها مساعدة المحتاجين خلال ظروف جوية قاسية، لاسيما الثلوج والأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية الشديدة. وحسب منسق المبادرة الطالب شاكر هملان، فإنها تستهدف العائلات الأقل قدرة على مواجهة الشتاء القارس، وذلك عبر فريقين، الأول متحرك ينتقل إلى أماكن المساندة، والثاني ثابت يتواجد في غرفة عمليات داخل الجامعة على مدار الساعة، ويعمل على تلقي الشكاوى وضمان سرعة الوصول لأصحابها نحو تقديم يد العون. يشير هملان إلى الحصول على تأييد ودعم إدارة الجامعة، وتولي أحد أعضاء هيئة التدريس الإشراف على المبادرة، إضافة إلى التنسيق مع جهات معنية، لاسيما مديرية الدفاع المدني لإنجاز المهام المطلوبة ميدانياً. ويلفت إلى شمول المبادرة فتح الطرق المغلقة وتوزيع طرود خيرية وإيصال من تقطّعت بهم السبل إلى منازلهم، ونقل المرضى إلى المستشفيات، وتوفير ملابس ومدافئ ومقتنيات ضرورية وفق مناوبات محددة. ويؤكد هملان اختيار طلبة لديهم خبرة ميدانية ذات صلة، لاسيما ضمن الفريق المتحرك، سواء عبر مشاركات سابقة، أو إنجاز دورات تدريبية تكفل التعامل مع المواقف المتفاوتة، فضلاً عن ملتحقين بتخصصات الطب والصيدلة والأقسام الاجتماعية والنفسية الداعمة، وفتح المجال لاستقبال التبرعات التي تشمل مواد تموينية وإسعافات أولية وغيرها، وتوفير مركبات ملائمة. مجموعة ثانية في الجامعة ذاتها تقود مبادرة أخرى مهمتها الرئيسية توزيع شماغات وقفّازات ولفحات، تقي رجال أمن الجامعات والحرس الداخلي برودة الجو. ويوضح الطالب جميل الزواهرة، تعاونه مع عشرين من زملائه من كليات مختلفة لاستقطاب تبرعات من محال ذات صلة، إلى جانب شراء قطع أخرى بواسطة داعمين قبل تقسيم المهام على المتطوعين. عمل تطوعي ويرى الزواهرة عدم اقتصار دور المبادرة على استفادة المستهدفين منها، والحث على التكاتف الاجتماعي، وإنما تمتد عوائدها إلى المنخرطين في تنفيذها ومحيطهم عبر فهم أهمية وجدوى العمل التطوعي والتعامل مع فئات مختلفة والانخراط في مواقف متباينة، تسهم في صقل مهارات حياتية ضرورية بعد التخرج. وأطلق طلبة في جامعة اليرموك، ومقرها محافظة إربد الشمالية، مبادرة ساعد غيرك تمكنت من توفير قاعدة بيانات تضم العشرات من زملائهم بهدف إلحاقهم في برامج وأنشطة ومشاريع خيرية وإنشائية وبيئية وإصلاحية في مجالات متعددة. ويوضح منسق المبادرة الطالب سالم الجمل عملهم على مدار العام حتى في الصيف والعطلات الرسمية عبر فرق عدة إحداها تسهم مع جمعيات ومؤسسات دولية وعربية وأردنية في توزيع المعونات بما في ذلك على اللاجئين والتبرع بالدم للمحتاجين وثانية مهنية تقوم بصورة تطوعية استناداً إلى تخصصها في الهندسة بتشييد مرافق مناسبة لمن يفتقدونها وثالثة مسؤوليتها بيئية سواء بزراعة مساحات خاوية أو التنظيف وتأهيل التربة ورابعة تبحث عن فئات تعاني بصمت مادياً واجتماعياً وتسعى إلى حلول داعمة بالتواصل مع متبرعين ومتخصصين وخامسة تُشارك كبار السن والأيتام الأعياد وتنظيم رحلات لهم بالتنسيق مع الجهات التي ترعاهم. ويؤكد الجمل، انعكاس المبادرات الطلابية إيجاباً على المشاركين فيها سواء بتطوير قدراتهم وملكاتهم ضمن تخصصاتهم الجامعية وانخراطهم بعد الدراسة في مجالات وظيفية تتطلب خبرات معينة إضافة إلى اكتسابهم جوانب أخلاقية وتربوية ودينية وإنسانية ونقلها إلى أقاربهم ومعارفهم على نطاق أوسع في المجتمع. طلبة جامعة اليرموك ذاتها نفذوا قبيل نهاية العام الماضي مبادرة معنوية إنسانية سريعة خلال يومين حصدت ردود فعل مؤيدة واسعة في الشارع الأردني تلخّصت في تعاونهم على شراء كافة الألعاب التي اعتاد بائع مُسن عرضها مقابل الباب الرئيسي للجامعة، طوال شهور، وذلك دون أن يشعروه بتضامنهم واتفاقهم على الأمر، ما ترك بهجة وسعادة غامرة لديه. وبمشاركة فعاليات مجتمعية مختلفة يواصل طلبة جامعة مؤتة ومقرّها محافظة الكرك الجنوبية تنفيذ مبادرة مؤتة الخير التي أطلقت مؤخراً بالتعاون بين مركز رانيا العبد الله للطفولة ومركز الإرشاد والقياس والتربية الخاصة في الجامعة بهدف دعم ذوي الإعاقة. وتشير الطالبة زلفى القرالة إحدى منسقات المبادرة إلى تطلعهم نحو إشراك جميع المعاقين في المحافظة، ضمن برامج اجتماعية وترفيهية وعلمية وفكرية وثقافية متنوعة، وتسخير السبل كافة، وتفادي العراقيل التي تحول دون دمجهم على الوجه المطلوب في المجتمع. وتوضح القرالة إلى شمول المبادرة أنشطة وفعاليات تستهدف مختلف فئات المجتمع، بقصد توعيتها بمتطلبات المعاقين، واستعراض نجاحاتهم المتفوّقة في مجالات عدة، وتذليل صعوبات مدرسية وجامعية ووظيفية، أمام تحقيق طموحاتهم المتباينة.