×
محافظة المنطقة الشرقية

دوري جميل: هجر والاتحاد يفتتحان الجولة 22

صورة الخبر

كلما اشتد الحصار والضغط على المتمردين الحوثيين والموالين لهم اشتدت ضراوتهم على الشارع اليمني انتقاماً وعقابا من جراء تأييد أغلبيته "عاصفة الحزم". في صنعاء مثلاً؛ الحياة شبه معطلة، إلا من الفراغ والطوابير المحتشدة أمام محال القمح ومحطات الوقود. مخاوف الناس من شح الغذاء دفعتهم إلى التدفق والازدحام أمام محال القمح؛ خوفاً إشاعة الحصار المفروض على موانئ البلاد، فيما المتمردون الحوثيون فرضوا عقابهم الخاص بالتزامن مع العملية العسكرية، حيث أنعشوا السوق السوداء وفرضوا على التجار ضرائب باهظة لدعم حروبهم مقابل حرية التحكم في أسعار السوق. في اليوم الخامس لعملية "عاصفة الحزم"، أكدت الغرفة التجارية والصناعية أن لدى اليمن ما يكفي لتغطية احتياجات المعيشة لأكثر من ثلاثة أشهر تقريباً، وذهبت لطمأنه الناس بعدم ارتفاع الأسعار، وفي اليوم التالي أذيع خبر انعدام القمح، وارتفع سعره بنسبة 25 في المائة، وهي نسبة ثقيلة بالنسبة للمواطن اليمني الواقع تحت خط الفقر، لكن الغرفة التجارية لم تصدق ما حدث، وظلت تؤكد أن السوق مستقرة، ولا يوجد ما يستدعي الهلع. ما جرى على سوق الغذاء يجرى أيضا على المشتقات، فبين ليلة وضحاها استيقظ سكان صنعاء على أزمة مستفحلة في الوقود، أغلقت كل محطات التعبئة في العاصمة، وفتحت فقط محطتان، سببتا ولا تزال حتى اليوم احتقانا لم يشهد له نظير للمركبات، ما دفع معظم أصحابها إلى التوقف عن الحركة تماماً. وشوهدت الطوابير لأول مرة في تاريخ الأزمات اليمنية تبلغ المسافات الطويلة وسط العاصمة، فيما بدت الشوارع شبه خالية من المركبات إلا من حركة المشاة. صاحب محطة وقود رفض ذكر اسمه لـ "الاقتصادية" قال: إن سبب الأزمة، هو قيام جماعة الحوثيين بإبرام عقد بيع مسبق مع أصحاب المحطات يقضي بتموين المحسوبين على الجماعة ودعم عملياتهم الحربية فقط، دون غيرهم في ظل الحصار المفروض على قواتهم من قبل طيران التحالف. ويحرص أصحاب المحطات المسموح لها بتزويد الناس بالوقود على منح الأولوية لعناصر الحوثي في التعبئة بالمجان. ويمتلك الحوثيون بطاقات مكتوبا عليها "أنصار الله" يبرزونها في حال الوصول إلى أي محطة للتموين. وفسر مختص اقتصادي هذا التصرفات الحوثية بأنها نتاج طبيعي لشعورهم بقرب النهاية، مؤكدا أنهم يتصرفون وفق قاعدة "عليَّ وعلى أعدائي". وأضاف: الحوثيون بطبيعتهم يتصرفون كقطاع طرق ولصوص، يجتهدون في الاستفادة بالفترة المتبقية قدر الإمكان من خلال التجارة بالحاجات الضرورية ونهب الأسلحة الخفيفة لغرض الاتجار بها". داعيا تحالف "عاصفة الحزم" إلى توفير الحاجات الضرورية وأعمال الإغاثة، حتى لا تسوء أحوال المواطن اليمني. عدن .. كارثة إنسانية وفي عدن جنوبي اليمن تتجه الأوضاع الإنسانية نحو مزيد من التدهور من جراء استمرار الهجمات المسلحة التي تشنها جماعة الحوثي وقوات الرئيس السابق على أحياء المدينة وسكانها منذ الـ19 من آذار (مارس) الماضي. وأدت تلك الهجمات إلى بروز عديد من مظاهر المعاناة الإنسانية لسكان المحافظة البالغ عددهم 865 ألف نسمة، وفقاً لآخر إحصاء سكاني شهدته اليمن. وتبدو مئات الأرواح هناك معرَّضة للخطر مع استمرار الاقتتال المسلح، الذي يترافق مع موجة نزوح جماعية للسكان في اتجاه المناطق الأكثر آمناً، ويقدر عدد الأسر التي نزحت أكثر من 100 ألف أسرة، من بينها أشد الفئات استضعافاً كالنساء الحوامل والمسنين. ويعد الأطفال الفئة الأكثر تأثرا، منذ اندلاع المواجهات، علاوة على النقص في المواد الغذائية والطبية، وصعوبة الوصول إلى المحتاجين المحاصرين وتعرض المدنيين للاستهداف المباشر، وبحسب إحصائية دقيقة فقد سقط منهم أكثر من 230 وتوقعات بارتفاع العدد خلال الأيام المقبلة. وكانت وكالة المساعدات الدولية (أوكسفام) قد حذرت الأربعاء الماضي من أن الاقتصاد اليمني على حافة الانهيار، مشيرة إلى أن أكثر من 60 في المائة من سكان اليمن يعتمدون بالفعل على المساعدات. وفي منتصف شباط (فبراير) الماضي قالت منظمة يونيسف إن 14.7 مليون شخص في اليمن من إجمالي عدد السكان البالغ 25.8 مليون نسمة يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، مؤكدة التزامها بالبقاء واستمرار دعم الأطفال رغم تفاقم الأزمة السياسية في البلاد. ووجهت المنظمة نداء إلى المجتمع الدولي لدعم أطفال اليمن حاليا، وطلبت 60 مليون دولار لتتمكن من تلبية الاحتياجات الإنسانية للأطفال الأكثر حرماناً في اليمن خلال عام 2015.