في مدينة أخيسار غرب تركيا، نُظمت مسيرة تطالب بتسليط أقسى العقوبات على المتهمين في قضية الحريق الذي نشب في منجم سوما قبل نحو عام والذي خلَّف أكثر من ثلاثمائة قتيل في أسوأ كارثة عاشتها تركيا المعاصرة. المسيرة الاحتجاجية تتزامن مع انطلاق محاكمة المُذنِبين الخمسة والأربعين المفترَضين اليوم الاثنين والذين تعتبرهم عائلات الضحايا قَتَلَة ومجرمين. والدة أحد الضحايا قالت باكية: الكلمات تعجز عن التعبير عن حزننا. لديَّ ابن آخر ما زال يعمل في باطن الأرض. أنا أشعر يوميا بالألم والخوف ذاته، وكلما ذهب ابني إلى العمل، أبقى خائفة من أن يحصل له ما وقع لأخيه. ويضيف رجل مُسنٌّ كان ضمن المحتجين بالقول: أريد أن يُعاقَب أيضا المفتش الذي وافق على تدابير السلامة التي لم تكن كافية. إنه شيء مُخجل. لديَّ أربعة أطفال في البيت فقدوا والدهم. ما الذي سأقوله لهم. مقر محاكمة المتهمين أحيط بحزام أمني صارم يتشكل من نحو ألف شرطي لتفادي اقتراب المتظاهرين من مدخل المحكمة. هناك قال محتج آخر بنبرة غاضبة: المُذنِبون يجب أن يُؤتَى بهم إلى هنا. لماذا لم يأتوا؟ ما الذي سيفعلونه معهم؟ هل سيُشنقون؟ سنرى كيف سيدافعون عن أنفسهم. في الثالث عشر من شهر مايو من العام ألفين وأربعة عشر، نشب حريق كبير داخل منجم سوما للفحم مُخلفا أكثر من ثلاثمائة قتيل ومائة واثنين وستين جريحا. أصابع الاتهام تُشير إلى الحكومة التي يُشتبه فيها التغاضي عن عدم توفر شروط السلامة الكافية لسير العمل في ظروف آمنة.