×
محافظة المنطقة الشرقية

بالترجيحية.. "سوّاها" القادسية وأقصى الأهلي من كأس الملك

صورة الخبر

وصف الراحل غازي القصيبي وزارة الصحة في كتابه "حياة في الإدارة" بأنها "محرقة الوزراء"، وحكى كيف أنه جمع صور وزراء الصحة السابقين وعلقها في قاعة الاجتماعات في الوزارة، ثم حدث أن حريقا شب في القاعة، لكن لم يحترق شيء سوى صور الوزراء! خلال الـ12 شهرا الماضية، تعاقب على وزارة الصحة 5 وزراء يحملون تخصصات مختلفة. هذا الكرسي العصي أصبح لا يمل الإطاحة بمن يجلس عليه، حتى بدأت أشك أن الخلل فيه، وأنه هو من يحتاج إلى تغيير لا الوزير! الروايات تختلف حول أسباب عدم نجاح وزراء الصحة السابقين، فمنهم من يقول إن السبب في ثبات رجال الصف الثاني مع كل تغيير وزاري، حتى أصبحنا نحفظ أسماءهم أكثر من الوزير "المتغيّر"، بل إن بعض "الحرس القديم" تحول إلى أشبه ما يكون بجهاز مناعة في الجسم، يحارب كل غريب قادم من خارجه! وهناك من يقول إن الخلل يكمن في بيروقراطية الوزارة، واستمرارية نظرتها التقليدية إلى الخدمات الصحية المقدمة التي أصبحت لا تناسب هذا الوقت ولا العدد المتزايد من الناس. مقابل وجود حلول لا يمنع تطبيقها سوى التوجس، كالتأمين الصحي وخصخصة القطاع. هناك رأي ثالث يتحدث عن ارتجالية بعض القرارات، الأمر الذي سبب ربكة في العمل الصحي، وانشغال بعض الوزراء بمحو آثار سلفه، فكم من قرار نقض آخر رغم مرور فترة وجيزة على تطبيقه! يتحدث آخرون عن كاريزما الوزير ذاته، وحساسيته من وسائل الإعلام، إضافة إلى عدم تعامله مع المواطنين بالشكل المأمول، الأمر الذي خلق استياء عاما بلغ صداه صاحب القرار حتى عجّل بإعفائه. اليقين الوحيد حتى الآن، أنه لم يتوصل أي وزير إلى فك شفرة حقيبة "الصحة"!