قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه: «إن الجانب الفلسطيني لم يستلم أي مشروع أميركي للسلام»، معتبراً أن الاتفاق المرحلي «أمر خطير للغاية»، وأن إسرائيل تماطل من أجل إضاعة الوقت وخلق واقع جديد. ودعا حركة «حماس» إلى المصالحة، مؤكداً أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية من دون غزة. كما اعتبر أن رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» في أصعب حالاته، ولا يملك التأثير في أحد في حركته. وأكد عبد ربه لـ «الحياة»: «ليست لدينا فكرة عن ملامح العرض الأميركي... فالأميركيون لم يعرضوا علينا شيئاً حتى الآن، وما يتردد من أفكار أو طروحات سمعنا به فقط عبر وسائل الإعلام. لكن (ووزير الخارجية الأميركي جون) كيري لم يعرض علينا شيئاً بعد... فنحن حتى الآن لم نستلم أي شيء من الجانب الأميركي». وشدد على أن هناك قضايا محددة يتمسك بها المفاوض الفلسطيني، ولا يملك تمريرها أو تجاوزها، مشيراً إلى رفض وجود إسرائيلي على نهر الأردن أو في منطقة الأغوار، وقال: «الإسرائيليون يتذرعون بحجة الأمن... هم يريدون الاستيلاء على أهم منطقة زراعية، وهذا أمر نرفضه... كذلك، لا يمكن أن نقبل بوجود جندي إسرائيلي واحد في قلب الضفة الغربية، ولن نقبل باستثناء القدس من أي حل»، مشيراً إلى أنها عاصمة الدولة الفلسطينية. وقال: «لا يوجد حل لا يشمل القدس الشرقية، كما نرفض ضم إسرائيل للكتل الاستيطانية في الضفة». وعلى صعيد ما صرح به رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بأنه يجب تمديد المفاوضات عاماً لعدم إمكان الانتهاء من تسوية كل القضايا الجوهرية خلال هذه الفترة، أجاب: «لم يطرح علينا رسمياً تمديد المفاوضات... لكن مواقف نتانياهو معروفة سلفاً، فهو لا يريد حلاً، ولا يريد سلاماً، ولا يريد تحقيق أي نتيجة سياسية. ما يعنيه فقط هو إضاعة الوقت لخلق أمر واقع جديد على الأرض... وهذا طبعاً لن يقودنا إلا إلى مأزق وانسداد سياسي». وعلى صعيد ما اشترطه نتانياهو أخيراً بأن إطلاق 26 أسيراً فلسطينياً لن يتم إلا في مقابل إطلاق الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد السجين في الولايات المتحدة الأميركية منذ 28 عاماً، أجاب: «ليس لنا شأن في ذلك، فهناك اتفاق ملزم مع الحكومة الإسرائيلية وفي رعاية الأميركيين وإشرافهم»، لافتاً إلى أن ما وقعت عليه إسرائيل أواخر تموز (يوليو) الماضي يلزمها إطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين المعتقلين قبيل اتفاق أوسلو والبالغ عددهم 104، وقال: «لذلك، فإنه في الوقت المحدد للدفعة الثالثة من الأسرى، يوم الأحد المقبل، سيتم إطلاق 26 أسيراً»، مضيفاً: «هذا أمر لا رجعة فيه، ولن نقحم أنفسنا بالرد على تصريحات إسرائيلية من هنا أو هناك». وعما طرحه وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إيهود باراك بإمكان اتخاذ إسرائيل خطوات أحادية في حال عدم التوصل إلى حل مع الجانب الفلسطيني عبر المفاوضات، أجاب: «باراك لا يمثل إلا نفسه، ولا قيمة لمواقفه أو آرائه، وهو لا يقل تعنتاً عن نتانياهو، فهو مثله لا يريد التوصل إلى حل، ولقد كان دائماً عنصراً معطلاً في المفاوضات». وعلى صعيد اللقاءات التي حصلت في قطر بين وفد حركة «فتح» وبين وفد حركة «حماس» برئاسة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، وكذلك الاتصال الهاتفي الأخير الذي تم بين مشعل وعباس، ومدى انعكاساتها على أجواء المصالحة، قال: «للأسف، مشعل أصبح في أضعف حالاته، وهو لا يمون على أحد في حماس (لا يملك تأثير في قياديي الحركة)». ودعا «حماس» إلى اتخاذ خطوات عملية وجادة من أجل إنهاء الانقسام، وقال: «الأميركيون والإسرائيليون يستغلون الانقسام من أجل تمزيق الوطن»، في إشارة إلى ما أعلنه الرئيس باراك أوباما عن إقامة دولة فلسطينية في الضفة. وأردف: «لن تكون هناك دولة فلسطينية من دون غزة... غزة مكون أساسي من مكونات الدولة الفلسطينية الواحدة، وأي محاولات لتمرير سيناريوات أخرى لن نقبل به على الإطلاق». وتابع: «يجب أن تعي حماس أن أميركا وإسرائيل معاً هدفهما تمزيق الوطن ... أقول لـ «حماس» إن إنهاء الانقسام هو الرد الواقعي على هذه الطروحات». وعلى صعيد ما تردد بأن خطة كيري تضمن توطين اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، وأن التمثيل الأردني لحقوق اللاجئين مطروح، خصوصاً أن البند 8 في اتفاق وادي عربة (اتفاق السلام الأميركي - الإسرائيلي) ذكر توطين اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، قال: «أكرر أنه لم يطرح علينا أي شيء بعد من الجانب الأميركي، ومن ثم لا يمكنني التعليق. ومع ذلك، فهذه القضية مرفوضة تماماً من جانبنا، وأعلم أن الأردنيين لا يقبلون بها». وكان عبد ربه شن هجوماً لاذعاً على الولايات المتحدة، وقال لإذاعة «صوت فلسطين»: «إنها لا تملك الحق في أن تقرر أين هي حدودنا، وأن تسمح للمحتل الإسرائيلي بأن يقتطع أجزاء من أرضنا»، مضيفاً: «ليعطوه أجزاء من كاليفورنيا أو من واشنطن أو من أي مكان آخر يريدونه، لكن هذه هي الأرض الوطنية للشعب الفلسطيني التي لا يملك أحد على الإطلاق العبث بها أو التنازل عن أي جزء منها». ووصف الحديث عن الاتفاق المرحلي بأنه «أمر خطير للغاية، وسيؤدي إلى تقويض كل الجهود التي تجرى الآن، وسيواجه الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية بالرفض المطلق وبالدعوة إلى الامتناع عن إكمال الدخول في العملية السياسية». وزاد: «نعتقد أن هناك أطرافاً في الإدارة الأميركية تدرك أن هذه مسألة في غاية الخطورة، ولا يمكن الدخول فيها على الإطلاق». وأوضح: «قلنا أكثر من مرة إننا لا نجد أي ضرورة لما يسمى اتفاق إطار، لأنه سيعطي إسرائيل كل ما تريده على حساب الأرض الفلسطينية»، مضيفاً: «ما سيعطينا إياه غير قابل للتنفيذ، بينما سيكون ما تأخذه إسرائيل قابلاً للتطبيق المباشر، خصوصاً في ما يتعلق بمنطقة الأغوار والحديث عن الدولة اليهودية وسواها من الأمور».