شكا لي أحد أقاربي من موظف في شركة أرامكو، سلمته الشركة سيارة من نوع جيب، فاستعملها بشكل لا يتناسب مع سمعة الشركة، خصوصا في التزام منسوبيها بالنظام، ما إن يدخلوا مقار السكن أو العمل. نظرة الناس إلى موظف "الأرامكو" -كما يسميها أهالي الشرقية- إيجابية، لكن أحدا لم يتحفز أو يحفز غيره للالتزام بمعايير الشركة، التي تمثل الانضباط واحترام القانون، وفي النهاية الرقي واحترام الآخرين. بعد حادثة الشكوى، سمعت أن الشركة قامت بتركيب أجهزة رقابة وتتبع لسياراتها. أتوقع أن الدور الذي يهم الشركة في هذه التجهيزات هو الحفاظ على حياة الموظفين، لكن هذا لا يمنع أن تكون الأجهزة لتوفير الرقابة على المخالفين. تلقيت قبل قليل صورة من زميل لابنه وهو يتدرب على قيادة السيارة على جهاز "مشبه" simulator. كان هذا جزءا من برنامج الابن التدريبي في الشركة، حيث يحصل المتدرب في نهاية التدريب على قائمة بالأخطاء التي ارتكبها، ويعيد التدريب حتى يصبح مؤهلا لقيادة السيارة، ثم يتم اختباره ميدانيا. صاحبي تحمس للفكرة ورأى أنه يجب أن يمر بها كل أبنائنا الذين هم في مرحلة الحصول على رخصة قيادة. بل إنه ذكرني بما تقوم به رياض الأطفال في الدول الغربية من تدريب الطفل على إشارات المرور لحماية أرواحهم. "يا أخي" هذا شيء عظيم يجب أن يدخلوه في مناهج التربية الوطنية. أصدقكم أني لا أشارك صديقي حماسه. قد أكون متشائما أكثر من اللازم، إنما العناصر المثبطة أكثر من تلك التي تدفع إلى التفاؤل. فهل شاهدتم الأب الذي يجلس بجوار طفله الذي لم يبلغ العاشرة وهو فخور بقدرته على قيادة السيارة؟ أم هل شاهدتم شابا يقود السيارة لأول مرة وهو في سن السابعة عشرة؟ بل هل شاهدتم كبار السن من أمثالي الذين "يساقطون"، و"يلزون" السائقين الآخرين على طرف الخط؟ أخيرا، هل شاهدتم السائق الأجنبي الذي يمارس كل المخالفات وقد كتب "كفيله" على زجاج سيارته عبارة "السائق تحت التدريب"؟ أقول حتى ننجح في حماية الأرواح والتخلص من الحوادث، يجب أن تجهز إدارة المرور كل سيارة بكاميرا، وجهاز تتبع يحدد ما تفعله السيارة وصاحبها ومخالفاته وترسلها للحاسب الآلي ليصدر المخالفة، و"يا الله الخراج".