طالب المفتي العام الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ الدعاة بعدم التدخل في الأمور السياسية، كون لها أوجه مختلفة وآراء متعددة، والداعي يجب أن لايبت في أمر حتى ينظر هل يستحق الحديث فيه أم أن إخماد الموضوع هو الأصل، وخاصة أن هناك أمورا تكون إماتتها خيرا من الحديث فيها والحديث السياسي ليس من الدعوة إلى الله والحكم على الأشياء عامة لايمكن بل يأتيه إلى عالمه. وقال إن الإمام محمد بن عبدالوهاب شرح الله صدره وأنار قلبه وميز بين الحق والباطل، وأتى مجتمعا كان فيه الشركيات والبدع منتشرة، وذلك لقلة العلماء وعدم الاستعداد النفسي عندهم، وجاء رحمة من الله، وقد بدأ الدعوة إلى توحيد الله بالعبادة وركز جهوده كلها في التوحيد وتعليمه شروطها وأركانها فاستند بهذا الاستناد حتى أوضح الله به العقيدة الصالحة، وأعاد الأمة إلى الخير والهدى. وأضاف: كذب على الشيخ المفترون والكاذبون ومع ذلك لم يتزعزع عن دعوته ولهذا كتب بعضهم على لسانه 100 كذبة لم يقلها ومنها أنهم قالوا إنه لا يصلي على الرسول، ويكفر الناس وغيرها وقد كتب الشيخ فيها وقال في آخرها «سبحانك هذا بهتان عظيم»، والمتقولون كثروا في ذلك الوقت، وقد تبين الأمر واتضح والحق واضح وكان رحمه الله بصيرا في الدعوة إلى الله وله طرق في الدعوة والصبر عليها ومخاطبة علماء عصره، ويعرض عليهم أن يذهبوا جميعا إلى الدعوة إلى الله، وصبر وكافح حتى هدى الله على يده الكثير ومؤلفاته عظيمة في النفع وينبغي قراءتها على الناس وتوجيه الناس إلى قراءتها، لكي يهتدي بها الناس فهي أساس الملة والتوحيد، والقادحون في دعوة الشيخ إما جاهلين بحقيقتها أو لنفاق في نفوسهم نسأل لنا ولهم العافية. وأشار إلى ضرورة أن نكون مترابطين مع ولاة أمرنا وندعوا لولاة الأمر ونتعاون معهم وسؤال الله أن يوفقهم للصواب، الأخطاء لا أحد معصوم منها، ولكن يجب أن نتناصح فيما بيننا، ونوصل لهم ما نريد أصالة وإخلاصا لله ولا نظهره للملأ لأن في ذلك اطمئنانا للنفوس وصلاحا للعباد والبلاد، مشيرا إلى أنه مطلوب منا أن نحبب الرعية في الراعي، ونسأل الله لهم الصلاح وندعوا لهم بالتوفيق والسداد، وهذا في مصلحتنا نحن الرعية. جاء ذلك خلال لقائه بالدعاة المتدربين في الدورة السابعة بوزارة الشؤون الإسلامية، وذلك في مكتب سماحته في دار الإفتاء.. وقال إن الداعي إلى الله لابد أن يكون على علم والعلم هو أساس الخير وإذا دعا الداعية وهو ليس على علم كان خطؤه أكبر من صوابه ولابد أن تكون الدعوة عن علم صادق نافع يدعو إلى ما يعلم تحريمه وينهى عنه وما يعلم حلاله ويعدوا إليه. وبين: أن الدعوة إلى الله يجب أن تستمر ولا تنقطع وأن الداعية لا يكل ولا يمل وينبغي أن يقوم في اليوم محاضرتان إلى ثلاث إما في المساجد أو الدوائر الحكومية أو في مجمعات الشباب لكي يلقي كلمة نافعة ويأتي للشباب بكلام نافع ويختار لهم ما فيه الخير وتعليم الناس العلم والخير ونشر الخير بين الناس، والداعية يجب أن يكون عفيف اللسان ولا فاحشا ولا موقظا لفتنة، بل هو رجل صالح ومحب للخير ويرشد الناس ويحذرهم ويهديهم إلى الطريق الحق، ولابد للداعية أن تواجهه عقبات، ويجب أن يكون منها على حذر ويكون همه وظيفته الدعوية ويبعد عن الدنيا ويكون عفيف اليد لاينظر لما في أيدي الناس، قاصدا الدعوة إلى الله وإعانة المحتاج دون أن يكون له تعريض على الدنيا، مبينا أن لابد للدعاة أن يكونوا مرتبطين ارتباطا مباشرا مع الوزارة وطاعة بالمعروف للمسؤولين فيها، ولابد أن يرسلوا كل سنة تقاريرهم عما أدوا وما هي النتائج وما شاهدوا، وهل كانت إيجابية كلها فلابد للداعي إلى الله أن يسجل ويهم بكل ما يقدم، وأدعو إلى الاجتماع والسمع والطاعة بالمعروف، وأن اجتماع الكلمة وتألف القلوب هو سبب القوة، وأن طاعة ولي الأمة في المعروف طاعة لله واجتماع للكلمة والتآلف ورد شر الأعداء ونحن من المحسودين على هذه النعم من نعمة العيش واجتماع الصف فعلينا أن نؤصل هذا في النفوس، وأن ندعو الناس إلى هذه الأمور وأن نكون سببا في وحدة الصف والتفاف الناس إلى قادتهم وإبعادهم عن كل ما يلقى ويشوش من كلمات باطلة. المزيد من الصور :