قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن زمن التدخلات الأمريكية في شؤون أمريكا الجنوبية قد ولى، وذلك قبل أن يقوم بمصافحة وجيزة وتاريخية للرئيس الكوبي راؤول كاسترو في افتتاح قمة الأمريكتين التي بدأت في بنما بمشاركة كوبا للمرة الأولى منذ نحو 60 عاما. وفي خطاب ألقاه أمام منتدى المجتمع المدني الذي ينظم على هامش القمة قبل افتتاحها بقليل، قال أوباما قد ولى الزمن الذي كنا كثيرا ما نعتبر فيه أن الولايات المتحدة يمكنها القيام فيه بتدخلات بلا عقاب. وتصافح أوباما وكاسترو لفترة وجيزة خلال افتتاح القمة وتبادلا التحية لبرهة من الوقت. ومن المتوقع أن يلتقي الزعيمان اليوم السبت في أول اجتماع من نوعه منذ انقطاع العلاقات بين البلدين عام 1961، لبحث جهودهما لإعادة كامل العلاقات الدبلوماسية، وتعزيز التبادل التجاري ورحلات السفر بين بلديهما. ويواجه زعماء القارتين بقمتهما تحديات كبيرة، فالقمة التي تنعقد تحت عنوان رئيسي هو ازدهار مع مساواة والذي التقطه المنظمون من رسالة لبابا الفاتيكان فرانشيسكو الأرجنتيني الجنسية، يلفت فيها انتباه القادة إلى أن معدلات الفقر لم تتقلص بنفس وتيرة ارتفاع معدلات النمو في بلدانهم خلال العقود الماضية. وكشف بن رودس، أحد كبار مساعدي أوباما، أن الرئيس (الأمريكي) ونظيره الكوبي تطرقا في محادثة هاتفية بينهما الأربعاء الماضي، للمفاوضات الجارية بين بلديهما والمواضيع المطروحة أمام القمة. وقال مساعد الرئيس إن هذه هي المكالمة الثانية بينهما منذ ديسمبر ، وإنهما اتفقا خلالها على المضي قدماً لتطبيع العلاقات. غير أن أوباما -في خطوة قد تغضب هافانا- عقد اجتماعا مغلقا قبل القمة مع المحامية الكوبية المنشقة لاريتزا ديفرسنت، والناشط السياسي مانويل كويستا موراو وعدد آخر من الناشطين من الأمريكتين. وقد جعلت الولايات المتحدة من ضمانات حقوق الإنسان بكوبا حجر زاوية في تقاربها مع هافانا، بينما أصرت كوبا على حذفها من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب قبل المضي قدما في هذا الأمر.