تحذر عصابة إيران في طهران وحلفاؤهم في المنطقة السعودية مما سموه "المستنقع اليمني"، وأن الخسارة ستكون من نصيب الرياض، وفي الوقت نفسه يناشدون المسؤولين السعوديين وقف عمليات "عاصفة الحزم" - كما جاء على لسان الرئيس الإيراني روحاني في آخر تصريحاته. الجميع يعلم أن إيران تعد السعودية عدوا لها، بل إن مسؤولين إيرانيين أفصحوا لفريد هود السفير الأمريكي السابق في سورية، على هامش مفاوضات النووي الإيراني، بأنهم يعدون السعودية عدوهم الأول لا إسرائيل. إن كانت السعودية ستخسر في حرب اليمن - كما تردد عصابة طهران - فلِمَ يناشدونها وقف "عاصفة الحزم"؟ ولِمَ يتوسلون إلى عمان وباكستان وتركيا للوساطة بوقفها؟ أليس من المنطق أن تدفع عدوك نحو خسارة ستضر به وتضعفه، لا أن تطالبه بالتوقف عن المضي لها! "عاصفة الحزم" أربكت إيران وحلفاءها في المنطقة، وجعلتهم في حالة توتر دائم، فتارة يشتمون السعودية، وتارة يتوعدونها بخسارة الحرب، وتارة ثالثة يناشدونها وقف "العاصفة" لدواع إنسانية. أما الدواعي الإنسانية التي تنادي بها عصابة إيران وتتذرع بها لوقف "العاصفة"، فهي أمر مضحك ويدعو للشفقة، فهؤلاء هم آخر من يتحدث عن "الإنسانية"؛ لأنهم لا ينتمون إليها، فكيف لشخص كزعيم العصابة "خامنئي" أن يتحدث عن الإنسانية ومخاوفه من إبادة بشرية ــ كما يزعم ــ ويداه ملطختان بدماء أكثر من 250 ألف مسلم سوري، وغيرهم الآلاف من الأبرياء في العراق ولبنان واليمن والبحرين. إيران مرتبكة وخائفة، وترى أن "عاصفة" اليمن جولة ضمن جولات ستقطع كل أياديها في المنطقة العربية، وهي تريد وقف الحرب والهدنة ليس من أجل الإنسانية ــ كما تدعي ــ بل خشية وقف تمددها في المنطقة. الحل السياسي الذي تنادي به إيران، هو ما تنادي به السعودية قبل "العاصفة" وبعدها وما زالت تنادي به، ولكن لا حل سياسيا ولا جلوس على طاولة المفاوضات إلا بعد تطبيق قرارات مجلس الأمن القاضية بانسحاب الميليشيات الحوثية من المدن وتسليم سلاح الدولة التي استولت عليه. مَنْ أمر بالعاصفة هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولن تتوقف إلا بأمره هو وحده، وبعد أن تحقق أهدافها التي انطلقت من أجلها، وتتمثل في عودة الشرعية لليمن وحفظ أمنه واستقراره، وهذا لن يتم وفي اليمن حوثي واحد يحمل السلاح. إن أرادت إيران وقف العاصفة، فلتأمر أذنابها في اليمن برمي السلاح والخروج من المدن والعودة لكهوف "مران" التي خرجوا منها.