أثبت الملك سلمان بن عبدالعزيز أنه رجل المبادرات، وأنه كالبدر في الليلة الظلماء يُستنار به، وتتجه الجموع إليه إذا احتارت وتاهت بوصلتها عن أي الطرق تسلك، لقد طال ليل الحوثيين الأسود، ومن خلفهم الصفويون المنحرفون عقيدة وسلوكًا، الطامعون بطرًًا وإرجافًا، البغاة منطقًا وتاريخًا. لقد استطاع سلمان بن عبدالعزيز بقيادته الحكيمة، وبكاريزميته الأنيقة أن يلم أولًا شمل البيت الخليجي بكل هدوء واقتناع ومداراة وحكمة، فلا نسمع همسًا لخلاف، ولا نرى مؤشرًا لاختلاف. هكذا هم القادة الكبار يحسنون فنون القيادة بعد أن تحملوا كامل المسؤولية فاستشعروا عظم قدرها، وآلوا على أنفسهم أن يأخذوا زمام المبادرة فلا يتركوا الأمور هملًا، ولا يوكلونها إلى من دونهم عقلًا وقدرًا، بل هم في الصدارة يزنون الأمور، ويقدرون المخاطر، ويستشيرون العارفين، ويستقوون بالأخيار والعقلاء أمثالهم. لقد كان بإمكان المملكة أن تطرق أبواب المنظمات الدولية والإقليمية ملتجئة إلى الدبلوماسية الهادئة والصاخبة، وبالقرارات الدولية الصائبة، لكن كل ذلك سيذهب سدى وهباء، فما عُهد عن هذه المنظمات والمجلس إلاّ الجعجعة دون طحن، وإلاّ الهدير دون فاعلية. كم أنت كبير يا سلمان الحكمة والحزم والنظرة الصائبة! ومن الكبير لا تصدر إلاّ المواقف الكبيرة! ومن الحازم لا تتوقع إلاّ ثباتًا لا يخالطه تردد، وصمودًا لا يخالجه شك!. وفي هذا الزمن تحديدًا لا بد من أخذ زمام المبادرة لأن من يُظن منهم القدرة على الفعل تاهوا، وعن المبادرات تخاذلوا، فاكتفوا بالكلام وتركوا الضعفاء والمظلومين على موائد اللئام، فكان القتل بالجملة، بل هي الإبادة بالجملة فضلًا عن هتك الأعراض وسلب الممتلكات وتهجير الملايين والفتك بالسنة من المسلمين. هذا الشام الجريح مثال صارخ لزمام مبادرة مفلوت لم يأخذه أحد بحقه، إقامةً للعدل، وإنصافًا للناس، وحدًّا من الظلم والعدوان، لقد اعتادت الكثير من الدول الاتكال على الولايات المتحدة لحل إشكالات هذا الكوكب فأسمتها (المجتمع الدولي) و(القوى العالمية) وغيرها مما تطنطن به بعض الصحف المحلية والعالمية في بقاع شتى كلما استجد في الأرض جديد طارئ يستوجب ردعًا أو حزمًا. اليوم هي قضية مختلفة في ظل قيادة سعودية رشيدة حازمة. salem_sahab@hotmail.com