كشفت الأحداث والوقائع عن الضرورة الإستراتيجية للحرب التي لم تزل تشنها منذ أسبوعين ونيف قوات التحالف العربي (عاصفة الحزم) بقيادة المملكة العربية السعودية على المليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع على عبدالله صالح المدعومة جميعًا من قِبَل إيران، ومن وراء إيران روسيا، فقد تبيّن أن هذه الحرب على مرارتها كونها تنال بشكل متعمَّد (مِن قِبَل الحوثيين وأتباع صالح) من الأبرياء من أشقائنا في اليمن وبممتلكاتهم وبالبنية التحتية لبلد عربي مسلم شقيق فقير أصلاً، إلا أنها حرب مفصلية تاريخية بكل ما في الكلمة من معنى، ويعتمد -بعد الله تعالى- مستقبل المنطقة العربية كلها على نتائجها ومخرجاتها. يلعب الحوثيون وأنصارهم لعبة قذرة يحاولون من خلالها كسب تعاطف الشعب اليمني، بل والشعوب العربية والإسلامية جمعاء مع عدوانهم المتواصل على الشعب اليمني من خلال وسم ما تقوم به قوات التحالف من قصف باللامبالاة بأرواح وممتلكات الأشقاء اليمنيين، بينما هم من يقوم بذلك، كلما نزلت عليهم حمم غارة جوية يعقبونها بضرب الأحياء السكنية ومرافق البلد، وينسبوا ذلك لقوات التحالف، وليس أنجع في الرد على ادعاءاتهم من حسم الحرب قريبًا بإذن الله، وذلك بالتعاون والمشاركة الفاعلة من قِبَل الجيش النظامي اليمني الموالي للشرعية لبسط هيمنته على الأرض وتجريد الحوثيين من أسلحتهم؛ لاسيما الثقيلة منها، والتي لا يعقل توفرها بيد مليشيات، وليس الجيش النظامي الوطني، أي رسم واقع جديد على الأرض يكون فيه الحوثيون دون مخالب ولا أنياب، ليتعايشوا مع الواقع الجديد، ومن ثم إعادة تشكيل الجيش اليمني على أسس وقواعد وطنية، كبقية جيوش العالم. إيران أخذت في اليومين الأخيرين -بعد أن كانت في بداية عاصفة الحزم تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور، وتحريك أتباعها في كل مكان للقتال في صفوف المارقين الحوثيين- أخذت تتحدث عن الحوار بين الحوثيين وبقية مكونات الشعب اليمني، وهيهات حين مناص، فقد أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- حربًا على المعتدين حتى تحقيق أهدافها المعلنة، وينتهي شر الحوثيين ومن ساندهم عن اليمن وجيران اليمن. لابد من مشاركة فاعلة على الأرض للجيش اليمني -الداعم للشرعية- مع قوات التحالف بقيادة المملكة للسيطرة على مجريات الأمور، وتحقيق النصر المؤزر إن شاء الله تعالى، حيث تؤكد كل التجارب العالمية بأن الحروب لا تُحسم بالضربات الجوية وحدها، كما كان في حرب فيتنام مثلاً في ستينيات القرن الماضي، رغم أن قتلى الفيتناميين الذين قضوا ضحية تلك الحرب الإجرامية يناهز الثلاثة ملايين إنسانًا، كما وقد أثبتت ذلك الحرب الأمريكية على العراق، التي قضى من خلالها زهاء مليونين من العراقيين، معظمهم من أهل السنة، وكذلك ما يرتكبه النظام السوري من جرائم ضد الإنسانية باستهداف الشعب السوري بالبراميل المتفجرة وسواها من حمم الجو لم تحقق نصرًا على المقاومة السنية المعتدلة بسوريا رغم مرور ما يقارب خمس سنوات على بدء الثورة السورية، ناهيك عن الجرائم المتتابعة لإسرائيل ضد أهلنا بغزة في حروب متتابعة في محاولات للإجهاز عليهم. الله نسأل أن لا تطول حرب اليمن، وأن يتم التعاون والمشاركة الفاعلة من قِبَل الجيش اليمني الداعم للشرعية لتحقيق النصر على الأرض بعد الانتصارات الجوية، وأن يتم حسمها كما كان حزمها؛ بما يُحقِّق النصر والتمكين للإسلام والمسلمين.