واشنطن، باريس – رويترز - تجنّب مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، اتخاذ موقف في شأن اتفاق لوزان الذي توصلت إليه بلاده مع الدول الست المعنية بملفها النووي. ودعا إلى انتظار «التفاصيل»، لافتاً إلى أن ما تحقّق حتى الآن «لا يضمن إبرام» صفقة نهائية، لكنه كرّر دعمه الوفد الإيراني المفاوض، معلناً رفضه إلغاءً تدريجياً للعقوبات. (للمزيد) وكرر خامنئي أن المفاوضات مع واشنطن هي «حول (البرنامج) النووي فقط، ولا نحاورها في أي موضوع آخر»، معلناً رفضه السماح بتفتيش المنشآت العسكرية في إيران أو وقف صناعاتها الدفاعية. واستدرك أن «المفاوضات النووية ستكون تجربة، إذا نجحت يُمكن التفكير في الانتقال إلى مواضيع أخرى... وأي اتفاق نووي يجب ألا يستهدف أصدقاءنا في جبهة المقاومة». في السياق ذاته، أعلن الرئيس حسن روحاني أن إيران ستُبرم اتفاقاً نهائياً مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، إذا رُفعت في اليوم ذاته كل العقوبات المفروضة عليها. وكان البيت الأبيض أشار إلى أن واشنطن وطهران «لم تتّفقا بعد على تفاصيل تخفيف العقوبات». وزاد أن الإدارة الأميركية تعتبر أن «ليس من الحكمة رفع العقوبات في اليوم الأول» لتطبيق اتفاق نهائي محتمل. ورأى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن تصريحات خامنئي أمس «تُظهِر أنه ما زال هناك مزيد من العمل الذي يجب فعله»، لافتاً إلى «مسائل لم نتفق عليها، خصوصاً في ما يتعلق بالعقوبات». وتابع: «نريد اتفاقاً، لكن ذلك يتطلب ألا يبقى شيء غامضاً». أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري فشدد على أن «جزءاً من الاتفاق» النهائي يجب أن يتضمّن كشف إيران نشاطاتها النووية العسكرية السابقة. وأشار خامنئي إلى أنه لم يعلن موقفاً من اتفاق لوزان «لأن المسؤولين الإيرانيين يقولون إن الموضوع لم يُنجز بعد، ولا يوجد ما هو ملزم حتى الآن». وزاد: «لا داعي لاتخاذ موقف. لا أؤيده (الاتفاق) ولا أعارضه. كل شيء يكمن في التفاصيل، وهذه ستُناقَش بالتفصيل، اذ قد يحاول الطرف الآخر المعروف بنكثه الوعود، إغراق بلادنا في التفاصيل». وأضاف: «لا معنى لتقديم التهاني لي ولآخرين. ما تحقّق لا يضمن إبرام اتفاق، ولا مضمونه، ولا يضمن استمرار المفاوضات إلى نهايتها. لم أكن قط متفائلاً بالتفاوض مع أميركا، لا أوهام في ما يتعلق بذلك، بل خبرات. مع ذلك وافقت على المفاوضات وأيّدت المفاوضين وما زلت أؤيدهم». وسخر من «ورقة حقائق» أصدرها البيت الأبيض بعد ساعات على إعلان اتفاق لوزان، معتبراً أنها تضمّنت «أخطاء في غالبية القضايا». ونبّه إلى أن «إيران ليست معنية بألاعيب إلغاءٍ تدريجي للعقوبات التي يجب رفعها دفعة واحدة يوم توقيع الاتفاق، ولا يمكن قبول شيء أدنى من ذلك». لكنه اعتبر أن تمديد مهلة التوصل إلى اتفاق، بعد آخر حزيران (يونيو) المقبل، «لن يكون نهاية العالم»، واستدرك: «أرحب بأي اتفاق يحمي مصالح الأمة وعظمتها، لكن عدم الاتفاق هو أشرف من اتفاقٍ يهدر مصالح الشعب وكرامته».