×
محافظة المنطقة الشرقية

الأميرة الجوهرة بنت طلال ترعى معرض العروس الدولي السادس بجدة

صورة الخبر

تفاجأ عدد من ملاك الإبل برفض بعض الرعاة العمل من دون توفير إجراءات وقائية تحميهم من خطر الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (بفايروس كورونا)، مطالبين بزيادة رواتبهم الشهرية واعتبارها «بدل خطر» لدى مخالطتهم الإبل. وأظهرت زيارة «الحياة» الميدانية لإحدى المناطق البرية القريبة من الرياض، أن معلومات طبية وصلت لهاتف أحد رعاة الإبل عن وجود علاقة بين مخالطة الإبل من دون احتياطات وقائية، وبين الإصابة بفايروس كورونا، دفعت الراعي إلى فتح نقاش مع كفيله حول القلق من مخالطة الإبل من دون توفير وسائل حماية من انتقال العدوى. وهو نقاش انتهى بمطالبة الراعي بزيادة في راتبه الشهري، نتيجة لقبوله برعاية الإبل المصنفة بصفتها ناقلاً رئيساً للفايروس، وسط استغراب المالك الذي لم يجد حلاً سوى زيادة المخصص الشهري لمن استأمنه على رعاية إبله. السيناريو ذاته، تكرر في عدد من مناطق رعي الإبل، خصوصاً بعد أن عرف البعض منهم دور الإبل في نقل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «كورونا» إلى الإنسان، مما اضطر بعضهم إلى محاولة الاحتياط وإعادة النظر في مخالطة الإبل. وروى مالك الإبل عبدالرحمن الموسى لـ«الحياة»، كيف تسببت متلازمة الشرق الأوسط التنفسية - «كورونا» بفائدة لرعاة الإبل، الذين سعوا إلى أخذ احتياطات جديدة قبل الاقتراب منها، بعد تلقي بعضهم رسالة نصية تحمل مضامين توعوية عن أهمية الحذر عند التعامل مع الإبل باعتبار ثبوت حمل كثير منها للفايروس فضلاً عن أنها الناقل الأول له في السعودية. غير أن بعض ملاك الإبل لم يجدوا سبيلاً للخروج من قلق بعض الرعاة سوى بتقديم حوافز مادية تشبه «بدل خطر» الذي يتقاضاه عادة العمال الذين يؤدون مهمات خطرة، تصل إلى 10 في المئة زيادة على رواتبهم الحالية، الأمر الذي وجده بعض الرعاة دافعاً للبقاء في مهنتهم، خصوصاً أن بعضهم هدد بالرحيل، الأمر الذي ربما يوقع بعض الملاك في حرج البحث عن بديل آخر في ظل ندرة العمالة، خصوصاً مع تزايد صعوبة إجراءات إصدار تأشيرات العمالة الأجنبية في الفترة الأخيرة. الأخبار الواردة عن تسبب الإبل في نقل فايروس كورونا، تصدى لها بعض ملاك الإبل، كما هو الحال مع مالك الإبل عبدالإله الصهيل، الذي رفض الحديث حول تهم الأطباء للإبل، مستشهداً بسلامته وسلامة غالبية ملّاك ورعاة الإبل الذين لا يعيرون اهتماماً بالنصائح والإرشادات الطبية التي تقيهم من الفايروس، على رغم مخالطتهم اليومية للإبل، مشدداً على أنه «لن يسمح لأن يحول أحداً بينه وبين إبله». في حين قرر نظيره المالك علي الفهد، المتعافي أخيراً من فايروس كورونا، بعد مخالطته لإبله في مخيمه (70 كيلومتراً شمال الرياض)، أن يبتعد عن الإبل على رغم ما يكن لها من «شوق»، موضحاً أنه أصيب بالفايروس بداية العام الحالي، الأمر الذي اضطره إلى تغيير جدوله الأسبوعي لزيارة مخيمه الذي يضم إبله. في المقابل، فإن ملاك إبل تحدثت معهم «الحياة» (فضلوا عدم ذكر أسمائهم) لم يجدوا ربطاً بين فايروس كورونا وزيادة رواتب رعاة الإبل، إذ رأوا أن الزيادة كانت بسبب تعقيدات وزارة العمل بشأن إصدار التأشيرات بشكل عام. من جهته، أكد وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية الدكتور عبدالله عسيري، أن مخالطة الإبل المصابة تعد أحد الأسباب الأولى لانتشار كورونا، مشدداً في تصريح لـ«الحياة»، على ضرورة أخذ الاحتياطات الوقائية اللازمة للتعامل معها. وأضاف عسيري: «على رغم انحسار المرض، إلا أنه لا زال من المتوقع حدوث حالات فردية للمرض جراء التعرض المباشر لإفرازات الإبل من دون ارتداء الكمامة، والقفازات، وساتر الجسد».