شهدت محافظة إب، وسط اليمن، أمس مسيرة جماهيرية حاشدة جابت عددا من شوارع المحافظة رفضا لحرب جماعة الحوثي المسلحة والرئيس السابق علي عبد الله صالح على أبناء الجنوب، معبرين عن وقوفهم مع شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وتشهد شوارع المدينة انتشارا كثيفا للمسلحين الحوثيين والموالين لصالح، وفي حين أكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» سيطرة المسلحين القبائل على نقطة تفتيش وموقع عسكري تابعين للحوثيين بالمحافظة الواقعة وسط اليمن، رغم الانتشار الحوثي هناك، فقد خسروا عددا من المواقع في لحج وعدن خلال الأيام الماضية. وأفاد شهود عيان، من المشاركين في المسيرة في إب أمس، لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات الأمن الخاصة الموالية لجماعة الحوثي المسلحة وصالح أطلقت الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين بعد انتشار كثيف للمسلحين الحوثيين في جميع المداخل والمخارج المؤدية إلى مركز تجمع المسيرة الاحتجاجية وقيام الجماعة بملاحقة الناشطين المناوئين لهم في جميع شوارع المدينة». وأكد شهود عيان طلبوا من «الشرق الأوسط» عدم نشر أسمائهم خوفا من عمليات انتقام من الحوثيين أن «سيارات تتبع المواطنين في مدينة إب قطعت الطريق العام المؤدي إلى المسيرة الاحتجاجية لعرقلة وصول المدرعات وأطقم الأمن المركزي التي كانت متجهة ضد المتظاهرين، ومهاجمة مسلحين قبليين لعدد من الدوريات العسكرية التابعة لمسلحي جماعة الحوثي خلال مرورها في مديرية القاعدة، بمحافظة إب، متجهة إلى محافظة عدن، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين». ورفع المتظاهرون عددا من الشعارات المنددة بجرائم جماعة الحوثي المسلحة في مدينة إب وبقية المحافظة اليمنية وشعارات تؤكد وقوفهم مع شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي وإعلام الدول الخليجية، في إشارة إلى ترحيبهم بـ«عاصفة الحزم». وطالب المتظاهرون في الوقت ذاته بإفراج المسلحين الحوثيين عن المختطفين من الشباب والنشاطين الذين يقبعون في السجون الخاصة فيهم. وكان عدد من قبائل محافظة إب أعلنوا تأييدهم لشرعية الرئيس اليمني هادي ولعملية «عاصفة الحزم» التي يشنها طيران قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية على المقار العسكرية الخاصة بجماعة الحوثي المسلحة وصالح. وحذرت في بيان لها سمته بـ«موسم الضيافة» لميليشيات الحوثي الانقلابية في المحافظة، محذرة الجميع في المحافظة من أي تعامل مع ميليشيات الحوثي. وطالبت أي حوثي من أبناء المحافظة بالإعلان عن عدم مشاركته للميليشيات الحوثية الانقلابية في الأعمال العسكرية أو الترويج لفكرهم في المحافظة، مؤكدة أنه سيكون آمنا في بيته وماله. كما حذرت من أي وجود لميليشيات الحوثي في المحافظة أو نقاط عسكرية تتبعهم وأنها أصبحت هدفا للقبائل. من جهة أخرى، عينت جماعة الحوثي المسلحة العقيد الركن شرف لقمان ناطقا إعلاميا لتحالف قواتهم المسلحة مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح. ويرى مراقبون سياسيون أن تعيين جماعة الحوثي المسلحة، ممثلة باللجنة الثورية، لقمان ناطقا رسميا للقوات المسلحة، التابعة لسيطرة المسلحين الحوثيين، يأتي بناء على انتمائهم السلالي لآل هاشم الموالين للحوثيين، خصوصا وأن عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين كان قد عيّن عددا من القيادات العسكرية والأمنية في مناصب عسكرية عالية، وذلك سحب انتمائهم السلالي. في موضوع آخر، أطلق الحزب الاشتراكي اليمني، أمس، مبادرة وصفها أنها لمعالجة مظاهر الأزمة الراهنة في اليمن واستعادة العملية السياسية. وقال الحزب الاشتراكي في بيان مبادرته، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «المبادرة تهدف إلى إيقاف الحرب على الجنوب والضربات الجوية والعمليات العسكرية لعاصفة الحزم ومنع انهيار الدولة والاقتصاد والحيلولة دون تفكك المجتمع اليمني». كما احتوت المبادرة على جملة من الأهداف والآليات والإجراءات التي منها بعض الأهداف التي تتمثل في الإيقاف الفوري للحرب على الجنوب. وسحب القوات العسكرية والأمنية والميليشيات واللجان الشعبية المسلحة فورا من مدينة عدن ومختلف مناطق الصراع والاقتتال، وإيقاف الضربات الجوية والعمليات العسكرية لـ«عاصفة الحزم» فورا، ومعالجة تداعياتها وضحاياها، وتطبيع الأوضاع العسكرية والأمنية في البلاد والحيلولة دون تفكك المجتمع اليمني، وانزلاقه إلى صراعات وانقسامات اجتماعية على أسس مذهبية أو مناطقية أو جهوية. ودعا الحزب الاشتراكي اليمني إلى الصدق وإخلاص كل الأطراف السياسية والقوى الاجتماعية والوطنية في «النهوض بمسؤوليتها الوطنية في هذه اللحظة التاريخية الفارقة في حياة شعبنا ووطننا والتفاعل الإيجابي مع مشروع هذه التسوية السياسية الهادفة إلى الإيقاف الفوري للحرب والقتل والدمار والدماء الذي تشهده البلاد».