دعونا نتفق أولا أن النوايا الطيبة وحدها لا تكفي، ودعونا نتفق أن في الحروب معارك أخرى لا تقل أهمية عن المعارك البرية والجوية والبحرية، ودعونا نتفق أن المعارك الإعلامية سلاح لا يمكن الاستهانة به، لا سيما أن الحرب خُدعة. كل ما سبق تمهيد لطرح وجهة نظري التي يمكن أن تُفسر بشكل خاطئ، لذلك تعمدت ذكرها تمهيدا لما أود إيصاله بكل ود وحب لبعض زملائي الإعلاميين ممن انجرفوا خلف سطوة اللقاءات التلفزيونية الفضائية السياسية، معتقدين أن الدفاع عن الوطن يمكن أن يبدأ من هناك، لكن للأسف النتيجة كانت عكسية والتطاول على بلادنا ورموزها هو ما كان حصيلة تلك اللقاءات التي كانت كالفخ لبعض الضيوف السعوديين في قنوات شبه أجنبية! ليست تلك كل المشكلة، بل المشكلة الكبرى أن الحوار لم يكن حوارا أصلا، بل مجرد صراخ بين ضيفين على الهواء، وتطاول ورمي أوصاف بلا هوادة، وتداخل في الحديث وسط جو مفعم بالمؤامرة الخفية، لجر السياسي السعودي -على غفلة- نحو الخروج عن النص! المؤسف في الموضوع، أننا لم نكن لنسمع عن بعض الأسماء ونشاطها أو اهتمامها بالسياسة، إلا حين دقت طبول الحرب وأصبح الضيوف أو بعضهم مجرد أداة تستخدم للإساءة إلى المملكة أو حتى محاولة ذلك بكل فظاظة، بينما كان من الأجدى والأولى ترك الأمور لأهلها أو حتى التطوع بالصمت، فالسكوت أشرف ألف مرة من حديث يتسبب في الإساءة إلى بلادنا حتى لو كانت إساءة لفظية لا أكثر، ففي الحروب تتحول بعض اللقاءات إلى مجرد ثرثرة وبربرة لمجرد الوجود ومحاولة توجيه البوصلة إلى أهداف أخرى لا علاقة لها بظروف وحيثيات الوضع الراهن ومتطلبات الحرب في عاصفة الحزم. خاتمة: لا تكن ضيفا سياسيا عند الطلب فالسياسة ممارسة وكياسة وأحيانا صمت الكبار بسلاسة.