يتناول فيلم «طريق المنسيين» وهو فيلم قصير أخرجه التونسي عزمي سعيد معاناة النساء الحوامل في الأرياف وهو من بين الأفلام القليلة التي تعرضت لهذا الموضوع بالتدقيق والتذكير بمعاناة المرأة الريفية ومن ورائها سكان الأرياف التونسية المهمشة. الفيلم ورغم بساطة موضوعه الظاهرة، فقد مثل تونس في ملتقى الشباب العربي والإعلام بالأردن وحصل على جائزة الهيثم للإعلام العربي في دورته السابعة، ولكن تناول موضوع الحمل في أبعاده الكثيرة يطرح الأمل في حياة جديدة وما التركيز على المرأة الحامل إلا مطية للمرور لعرض عدة مشاغل أخرى أكثر عمقا. بطولة هذا الفيلم أسندت إلى لبنى بوعوينة وهيثم السويسي وسعيدة المستوري، ويجسد معاناة المرأة الحامل اسم «ناجية» وهي سيدة حامل تعيش في منطقة ريفية مهمشة وتخشى البقاء بنفس المكان في ظل عدم تغير أحوالها المعيشية وتواصل نفس المصاعب مما يجعل المستقبل غامضا. ناجية ظلت عشرات السنين تعيش على بصيص أمل ضعيف بمنطقة سكنها التي تحبها وتكرهها في نفس الوقت، لذلك عاشت طوال الفيلم في ظل انقسام نفسي عميق بسبب المعاناة من نفس المشاكل منذ عقود زمنية مضت دون أن تعرف الحل المناسب. الفيلم يعالج أيضا دور السلطات والمجتمع في توعية النساء الريفيات وإشراكهن في الحياة العامة والسعي الدؤوب لتغيير واقعهن المعيشي الصعب. تقول ناجية بطلة الفيلم «قداش (كم) من زهرة ذبلت واسودت... وقداش (كم) من زهرة ولدت دون رائحة... وقداش من زهرة حاصرها الشوك؟».