ناقش مجلس النواب الليبي في جلسة عقدها في طبرق أمس، إمكان العودة الى المشاركة في جولة الحوار المقبلة، المزمع عقدها في المغرب برعاية الأمم المتحدة. وقال الناطق بإسم المجلس فرج بوهاشم، إن مذكرة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بخصوص مجريات الحوار، لا تزال تحت الدراسة من جانب أعضاء المجلس. وأوضح أن «ملامح الاتفاق حول هذه المذكرة، ما زالت غير واضحة». وقال عضو لجنة الحوار التابعة لمجلس النواب أبو بكر بعيرة، إنَّ جلسات الحوار ستُستأنف مطلع الأسبوع المقبل. وأكد أن وفد الحوار توصّل إلى نقاط جيدة أثناء الجلسات السابقة، من أهمها اعتراف المجتمع الدولي بأن مجلس النواب هو السلطة الاشتراعية الوحيدة في ليبيا، وأنه بمجرد توقيع الاتفاق في نهاية الحوار، لن يكون للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته أي أثر في الحياة السياسية في البلاد، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الليبية الرسمية. وتوقع أن تكون الحكومة التي سيتم الاتفاق عليها قوية، مرجحاً أن يتم خلال جلسة الحوار المقبلة اقتراح أسماء المرشحين لمنصب رئيس الحكومة ونائبيه. وأشار إلى وجود شروط تحدّد مواصفات من يشغل هذا المنصب، منها «ألا تكون له علاقة (بالميليشيات) المسلّحة، أو الأحزاب التي أفسدت الحياة السياسية، وألا يكون مزدوج الجنسية، على أن تكون مدة هذه الحكومة سنتين أو إلى حين صدور الدستور». وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، رعت سلسلة من جولات الحوار غير المباشرة بين مجلس النواب المنعقد في طبرق والمؤتمر الوطني (المنتهية ولايته)، للبحث عن حل سياسي للأزمة الليبية، وقدمت البعثة اقتراحات الى الأطراف الليبية حول سبل إنهاء الأزمة السياسية والنزاع العسكري. كما عقدت البعثة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي في بروكسيل وعلى مدى يومين، جولة من الحوار مع عدد من المجالس البلدية والمحلية من مختلف أنحاء ليبيا. وشارك 31 ممثلاً من البلديات والمجالس المحلية، في الاجتماع الذي ارتكز على تدابير بناء الثقة التي تم الاتفاق عليها في اجتماع سابق عقد في جنيف. على صعيد آخر، أعلنت «غرفة العمليات المشتركة» لرئاسة الأركان التابعة لحكومة طرابلس، مدينة العزيزية والمناطق المحيطة بها، منطقة عسكرية، الى حين إشعار آخر، وذلك في ظل سيطرة قوات الجيش وعملية الكرامة بقيادة الفريق خليفة حفتر، على المنطقة الواقعة جنوب العاصمة طرابلس. وأوضحت «غرفة العمليات المشتركة»، أن هذه الخطوة تأتي حفاظاً على سلامة أهالي المنطقة بسبب تعرّضهم للقصف المتكرر من قوات الجيش، إضافة الى تسلل مجموعات من «جيش القبائل» (المتحالف مع الكرامة) واختبائها داخل الأحياء السكنية. وتدور منذ يوم الجمعة الماضي، معارك عنيفة بين الجيش وقوات «فجر ليبيا» المتمركزة عند «كوبري الزهراء» جنوب طرابلس، تخلّلها قصف متبادل بالمدفعية والصواريخ، إضافة الى غارات جوية لسلاح الجو الليبي.