قال نائب وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، مساء اليوم الاثنين إن بلاده ملتزمة بإحداث تحول سياسي في سورية. وأضاف بلينكن، بعد زيارته رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام، :"الولايات المتحدة ملتزمة بالمساعدة في إحداث تحول سياسي في سورية ما يؤدي إلى تشكيل حكومة تضم الجميع وتأمين مستقبل من الحرية والكرامة والأمن للشعب السوري. والكرامة لا يمكن أن تتحقق إذا بقي الديكتاتور الحالي الذي يقصف شعب سورية بالغاز والبراميل". وتابع المسؤول الأمريكي الذي يزور لبنان حالياً :"كما أكد وزير الخارجية كيري، فإن ديكتاتورا وحشيا مثل (الرئيس السوري بشار)الأسد لا مكان له في هذا المستقبل". ورأى أن "دعم حزب الله للأسد لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع والمعاناة، ويقدم لتنظيم داعش أداة لتجنيد (المقاتلين)، ويدفع بالمزيد من اللاجئين للفرار إلى لبنان"، مشيراً إلى أن "أعمال حزب الله في سورية سيئة لشعبي سورية ولبنان". وأشار إلى أن "عواقب الحرب في سورية تؤثر على كل جانب من جوانب الحياة هنا في لبنان وتضغط بشدة على الخدمات العامة فيه، فالمجتمعات المضيفة تتقاسم موارد المياه الثمينة، والمستشفيات استنفدت إمداداتها في توفير الرعاية، والمدارس فتحت أبوابها لعدد أكبر من الطلاب بعضهم يحمل آثارا لجراح لا يمكن رؤيتها". وقال إن "مساعداتنا الأمنية من تدريب ومعدات وأسلحة وذخيرة قد بلغت أكثر من مليار دولار على مدى السنوات التسع الماضية، وهي تعزز قدرات الحكومة اللبنانية على حماية الشعب اللبناني، وهزيمة المتطرفين، وتأمين الحدود". وأضاف :"عندما شكلت أحداث الخريف الماضي في عرسال تحديا جديدا أمام قواتكم الأمنية، ردت الولايات المتحدة بمساعدة عملية وسوف نواصل القيام بذلك". واستطرد :"استعرضنا مع رئيس مجلس الوزراء التطورات في المنطقة، بما في ذلك الاتفاق بين مجموعة 5+1 وإيران حول معايير خطة شاملة بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي في لوزان، فضلا عن الصراعات في سورية واليمن ومستقبل سلام الشرق الأوسط. نحن نعلم أن كل هذه القضايا لها تأثير هنا، وأن مصالح بلدكم هي على المحك". وتابع :"لقد تحدثنا أيضا عن الجهود المشتركة لمواجهة عنف المتطرفين والقضاء على التهديد الذي تشكله داعش وغيرها من الجماعات لنا جميعا. هذا الجهد، لا يتطلب ردا عسكريا فحسب، بل أيضا انخراطا عالميا للعمل على عكس اتجاه دعاية الجماعات المتطرفة وتمويلها وتدفق المقاتلين الأجانب". ورأى أن "هذا يتطلب أيضا التوصل إلى أولئك الذين قد يكونون قابلين للتجاوب مع نداء التطرف العنيف، والعمل على وضع استراتيجيات لمنعهم من الانضمام إلى تلك الجماعات أصلا. لبنان هو شريك قوي في هذه الجهود. لذلك قمنا بزيادة وتسريع وتيرة مساعداتنا للبنان". وأضاف :"إننا نستمر في دعم الأجهزة الأمنية التي تقوم بحماية وصون أمن واستقرار واستقلال لبنان وسيادته نيابة عن جميع اللبنانيين". وأوضح أن "الحكومة الأمريكية تدعم، وهي ممتنة، لعمل الحكومة والمجتمع اللبناني لاستيعاب هذا العدد الكبير من اللاجئين من سورية. هذه استجابة عميقة في السخاء والوجدانية". واعتبر أن "انتخاب رئيس لن يحل جميع المشاكل، إنما سيكون بمثابة خطوة حاسمة في الاتجاه الصحيح، وإلى أن يملأ هذا الكرسي، لن يتمكن لبنان من اتخاذ قرارات مهمة تتعلق بالسياسات من شأنها العمل على تحسين حياة شعبه". وحثّ بلينكن "زعماء لبنان على ألا ينظروا خارج وطنهم من أجل حل للجمود الرئاسي، ولكن بدلا من ذلك، العمل على إيجاد حل من الداخل، والأصوات المسؤولة في المجتمع الدولي سوف تدعمكم". وأشار إلى أنه إذا لم يتم،اختيار رئيس للجمهورية "فإن هذا الوضع لن يؤدي إلا الى تعميق تآكل المؤسسات السياسية في لبنان".