يبدو أن شياطين المؤامرات في اليمن يستمرون في التضحية باليمن واشغال اليمنيين بأنفسهم، فمنذ أشهر وميلشيات الحوثي وقوات حليفها علي عبدالله صالح لا هم لهم ولا هدف إلا استمرار حربهم في اليمن؛ من أجل تسليمه لطهران، واختراع المناسبات والوسائل والخدع؛ لهدر المزيد من الدم اليمني وإدخال اليمن في فوضى عارمة ودوامة حرب أهلية لا ترتوي من الدماء الزكية. كل تصرفات الحوثيين وحليفهم تؤكد أنهم غير معنيين بأي سلام، وغير معنيين بأي استقرار لليمن، هم فقط معنيون بتمكين إيران من اليمن وإرضاء النفوس الحقودة، إذ الحوثيون موظفون لدى إيران وينفذون أوامر الحرس الثوري الإيراني، فيما الرئيس السابق يحلم بهدم اليمن وحرقه انتقاماً وثأراً، وحتى وإن كان الثمن البلاد التي كانت يوماً سعيدة، ولا تحلم أن تعود إليها السعادة إلا بزوال ميلشيات الحوثيين وميلشيات صالح التي توزع الأحقاد على اليمنيين وتتصرف بعدوانية سلام اليمن واستقراره. والدليل أن الحوثيين وحليفهم صالح غير معنيين بأي سلام أو مسئولية تجاه اليمن، ويتصرفان بإرادة الحقد والانتقام أو بإرادة طهران، يستمران في مناطحة الجبال والنور والحقيقة ومعاداة اليمنيين ودول الخليج العربية والعالم العربي، بل والعالم؛ فقط من أجل شهوة الانتقام أو من أجل تمكين إيران من بلاد اليمن العزيزة. ولو يتحلى الحوثيون وصالح بأي مسئولية تجاه بلادهم، لسارعوا مبكراً إلى تصحيح الأخطاء الفادحة، التي اضطرت المملكة والخليج والدول العربية إلى بدء عاصفة الحزم؛ للحفاظ على استقرار اليمن وسلامه وصون سيادته ومنعه من أن يتحول إلى محرقة كبرى، تلتهم اليمنيين أولاً ويصل لهيبها إلى دول الجوار أيضاً. لو كان الحوثيون يتحلون بأي إرادة أو مسئولية لاتصلوا بدول الخليج واستعدوا لتلبية شروط السلام، خاصة أن المملكة ودول الخليج والدول العربية ليس لها أية أهداف في اليمن سوى أن يكون بلداً مستقراً ومستقلاً ويوظف ابناؤه طاقاتهم المبدعة في سبيل التنمية، بدل أن يسفكوا دماءهم في سبيل شياطين الانتقام أو في سبيل شياطين المؤامرات. مضت شهور طويلة والمملكة ودول الخليج تحاول إقناع الحوثيين بخطورة تصرفاتهم، وأنهم يتجاوزون الخطوط الحمراء بحق اليمنيين وحق استقرار الإقليم. ومع ذلك كانت سكرة السيطرة على اليمن تعميهم عن أن يروا الأخطار وتمنعهم من أن يتصرفوا بحكمة وعقل. المملكة ودول الخليج والدول العربية اتخذت القرار الصعب، بمواجهة الحوثيين وحليفهم صالح ومنعهم من تدمير اليمن، فلو نجح الحوثيون وحليفهم في السيطرة على اليمن لتحولت اليمن إلى حريق هائل يصعب السيطرة عليه، بل ان الحوثيين وحليفهم كانوا، في كل إجراءاتهم وممارساتهم العدوانية التي سبقت بدء عاصفة الحزم المجيدة، وفي أثنائها، يتعمدون تحويل اليمن إلى فوضى وحرب أهلية، لأن ذلك يحقق ثأر الرئيس السابق من اليمنيين، ويحقق رغبة طهران في إلحاق اليمن بالفوضى والحروب الطائفية التي أثارتها في العراق وسوريا ولبنان، وتستخدم الحوثيين لتحقيق هذه الغاية الشيطانية.