صباح رائع مضى في الأحساء، السماء فوقنا بالغة الهدوء وعظيمة الاتساع، أحب كل جزء من وطني، ذهبنا لمهرجان "بالتمر أحلي"، كان الطقس باردًا كعادته في هذا الوقت من العام، كنت مسرورة أن أزور مهرجان التمور نتاج نخلة بلادي، تلك النخلة التي تنتمي لتربة الوطن لم ينل الزمان من روح النخلة، لم يقلل من الحب الذي يطفح بغزارة من قلوبنا، لم يخل حب النخلة يوما منذ عرفناها. استقبلنا منظمو المهرجان القائمون عليه من أمانة الأحساء تركت الحياة بصماتها على وجوههم وطريقتهم في التعبير بالزوار ارتفع صوت أمين الأحساء المهندس عادل الملحم مرحبًا بنا "يا مرحبا ويا مقربا" رائحة النخلة في المعرض يشع في كل مكان، تزين جدار حائط المعرض صور تحكي قصة النخلة في بلادنا ولماذا تحتل شعار الوطن، وأساطير عديدة عن النخلة تواضع الأحسائيون في تخليدهم فنقشوا في وجوههم بعمق حبهم لنخل ليصبحوا نافذة أبدية جميلة مفتوحة. تجولنا في حوانيت التمر كل تمرة لها حكاية ورواية يحيكها الحساوي بطمأنينة لا حدود لها، ونقاوة لا يعتريها ظل، أي صفاء هو هذا الصفاء يا أهل الأحساء؟ سألت أمين الأحساء وهو يشرح مشاركة الأمانة بالنخلة في هذا المهرجان والعناية بها، قلت له بصوت سريع خافت ما أعرفه ياباش مهندس أن "البلدية للنظافة وتقفيل المحلات المخالفة!" كيف تغير مفهوم البلديات من النظافة للرعاية والعناية بالنخلة؟! شعرت أن شيئًا مهمًا في هذا المهرجان صفحة من تاريخنا لم تنطوِ. مضى الكثير من الوقت ونحن هنا في هذه الطمأنينة المطلقة، لحظة باهرة تنتشر فيها في كل شيء وتصبح كل شيء. سألت "زائرة" وهي تنظر إلى السماء بائع التمور وهو يعبئه لها في الأكياس لماذا النخيل كثير في أرض الأحساء؟ أجابها البائع بوجه يطفح بالصدق والحب دون أن ينظر إليها وهو يكمل تعبئة الأكياس، لأن النخيل لا ينام أبدًا في وطني. تمور جيدة ومهرجان يحتفل بالنخلة لا تجدها إلا في هذا "الأحساء" العظيم، قد تكون هناك أشياء يومية كثيرة نختلف فيها فيما بيننا، لكنني أعتقد أننا متفقون على شيء جوهري مشترك هو حب النخلة التي تحتل شعارنا الوطني. A.natto@myi2i.com