لقي عدد من ضباط وعناصر قوات النظام مصرعهم في معسكر المسطومة بريف إدلب في تفجير ضخم داخل المعسكر هز أرجاء المنطقة المحيطة به والواقعة على أتوستراد (إدلب – اللاذقية) الدولي. وأكد مصدر من داخل المعسكر أن أحد الضباط أقدم على الانتحار بتفجير قنبلة يدوية داخل إحدى غرف المعسكر، مما أدى إلى انفجار كميات ضخمة من الذخائر في الغرفة التي كان بداخلها. وأشار المصدر إلى أن حالة من اليأس الشديد تسود بين ضباط وجنود المعسكر، بعد الهزائم التي تلقاها الجيش النظامي في معسكري الحامدية ووادي الضيف، لاسيما بعد ما رشح أن مسؤولين داخل المعسكرين بادروا عندما تيقنوا من هزيمتهم أمام الفصائل المعارضة إلى الانسحاب برفقة بعض الضباط البارزين، وتركوا بقية الضباط والجنود ليلقوا حتفهم. وكانت أنباء سرت خلال الفترة الماضية عن إقدام عدد من جنود النظام على الانتحار، نتيجة لتراجع حالتهم النفسية، كما أن بعضهم كان ينوي الانشقاق عن قوات النظام والانضمام إلى صفوف المعارضة، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك، بسبب انتشار جنود النظام وعيونه، لذلك فضلوا الموت على مواصلة القتال إلى جانب قوات الأسد. سياسياً وجه رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة انتقادات إلى مبادرة المبعوث الدولي لسورية ستيفان دي ميستورا، واصفا إياها بالغموض وعدم الوضوح. وقال البحرة لدى اجتماعه مع ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسيل "الخطة بالنسبة لنا لا تزال مجرد عناوين عريضة، وتتسم بالغموض وعدم توضيح كثير من التفاصيل". وشدد البحرة على ضرورة أن تضمن الخطة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة وفق مبادئ بيان جنيف، إضافة إلى وجود ضوابط لضمان تنفيذ أي اتفاق، مشدداً على ضمان عدم استغلال نظام الأسد تجميد القتال على جبهة معينة، ونقل قواته إلى جبهات أخرى. وكان وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي قد أعلنوا تأييدهم الكامل لمساعي دي ميستورا لنزع فتيل العنف في حلب على أن تكون أساساً لعملية سياسية مستدامة على نطاق أوسع. في سياقٍ منفصل كشف موقع سراج برس نقلاً عن مصدر عسكري أن صواريخ "تاو" الأميركية المضادة للدروع، التي حصلت عليها حركة "حزم" لعبت دوراً كبيراً في تحقيق الانتصار الحاسم الذي أحرزته الفصائل المعارضة على جنود الأسد في معسكري الحامدية ووادي الضيف، مشيرا إلى أن الثوار تمكنوا بسبب دقة هذه الصواريخ من تدمير عشرات الدبابات التي كانت تعتمد عليها القوات الحكومية. وأضاف الموقع أن توحيد الفصائل المعارضة السورية لجهودها قبيل الهجوم المتزامن والمفاجئ أدى إلى تحقيق أهداف حاسمة، كما أن الثوار حرصوا على إشراك أعداد كبيرة من المقاتلين فيه، ومضى الموقع يقول إن خسائر النظام بسقوط المعسكرين تعد فادحة من جوانب كثيرة، فبسقوطهما خسر الجيش الحكومي مجموعة من الحواجز والمراكز العسكرية التي تفصِل بين ريفي إدلب الشرقي والجنوبي، وخسر أيضاً خط إمداد عبر الطريق الدولي بين دمشق وحلب. كما أن معسكر وادي الضيف يحتوي على خزّانات ضخمة للمحروقات بسعة تبلغ خمسة ملايين لتر، مما يعود بالفائدة الميدانية على المعارضة، لتزويد آلياتها، وبيع قسم منها.