رأى وزير العدل اللبناني أشرف ريفي أن «من أعاق انتخاب رئيس للجمهورية ارتكب جريمة في حق الوطن»، مشدداً على أن «البلد لا يحكم إلا من الدولة اللبنانية وأبنائها». جال ريفي في معرض الكتاب السنوي الذي تنظمه الرابطة الثقافية في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، وحيّا جميع اللبنانيين لمناسبة عيد الفصح، وبخاصة المسيحيين، متمنياً «قيامة الوطن من جديد، على رغم كل المحطات الصعبة التي تمر بها المنطقة». وقال: «ليس لدي خوف من انفجار كبير في لبنان، لأن كل القوى السياسية، بما فيها «حزب الله» و «تيار المستقبل»، لها مصلحة وعندها قرار بتهدئة الوضع الداخلي، هذا معطوف على قرار إقليمي ودولي أن يبقى لبنان بمنأى عن كل النيران الإقليمية، ولا أحد يستطيع التصرف بلبنان كجائزة ترضية، وواهم من يعتقد أنه يتمكن من خارج الحدود أن يحكم البلد وقد يتحكم ببعض المفاصل فيه، ويوجد وهم كبير عند البعض الذي «طلع بخار القوة على رأسه». وردا على سؤال عن الحوار بين «المستقبل» و»حزب الله» في ظل تصاعد ما يجري في اليمن، أجاب: «تعيش المنطقة حدثين جديدين، الوضع في اليمن واتفاق الإطار النووي، وثمة مخاض كبير في المنطقة، وعلينا أن نحمي البلد بالحد الأقصى الممكن، والحوار يساهم إيجاباً بتخفيف الاحتقان في البلد، وبالإمكان تمرير العاصفتين بأقل حدة ولهيب». أضاف: «وبالنسبة إلى موضوع النووي الإيراني، والذي يشكل الحدث الجديد، وهو مدار بحث وجدل واضح لكل اللبنانيين والمعنيين، أننا أمام اتفاق إطار، وعلينا الانتظار لغاية 30 حزيران (يونيو)، كي نرى إذا كان في الإمكان أن يجسد باتفاق نهائي أو لا، ونحن بانتظار أن نرى أين الإيجابيات والسلبيات». ورأى أن «الخطوة التي حصلت قد تكون بمثابة حفظ ماء لبعض المسؤولين الذين أخذوا على عاتقهم توقيع الاتفاق النهائي، وقد تكون لتشجيع المعسكر المعتدل والمنفتح في إيران على حساب «الانغلاقيين»، وقد يكون اتفاق الإطار النووي إذا جسد باتفاق نهائي مرحلة لتحول إيران نحو الدولة واحترام القواعد الدولية، واحترام الجوار والدول المجاورة «، داعياً إيران إلى «الانضباط كدولة بدل أن تكون ثورة، وتبشرنا بكل أسف بتصديرها إلى الخارج وتساهم بلهيب المنطقة وضعضعتها، وعليها أن تخرج من الساحات العربية كلها». وعن الخطة الأمنية المقررة للعاصمة والضاحية، أمل ريفي بأن تنفذ بفاعلية، «لا سيما أنه سبق ووضعنا خطتين أمنيتين للضاحية خلال تولي مسؤولية الأمن الداخلي، وقلنا حينها إنه لا يمكن أن يكون هناك أمن استنسابي في أي منطقة، ويومها لم نتمكن من تنفيذ الخطة التي وضعناها بسبب وقوع انفجار بجانب مركز لحركة حماس ومنعنا كسلطة من الدخول، ثم أعدنا الكرة مرة أخرى ومنعنا أيضاً بسبب حدث له ارتباط سياسي أمني، ونأمل في أن نكون أخذنا درساً من التجربتين السابقتين، ونضع خطة جدية». وعن تأثير الملف النووي على انتخاب الرئيس قال: «آسف أن أقول إن من أعاق انتخاب رئيس الجمهورية فـــي الوقت المحدد ارتكب جريمة بحــــق الوطن والمظلة السياسية للوطن والشراكة الوطنية، وعليه أن يعيد حساباته، لأن المنطقة متحولة بشكل كبير جداً، وتمر بمخاضات كبــــرى، وعلينا أن نحمي أنفسنا بمظلة أمان سياسية وعسكرية أمنية، ويجب أن نستخدم كل قوانا وكل الوسائل التي نملــــكها بين أيدينا لنحمي البلد، وهنا أوجـــه تحية إلى الرئيس ميشال سليمان الذي أشرف على اتفاق بعبدا ويسعى البعض إلى إلغائه من الذاكرة»، مشيراً إلى أن «هذا الاتفاق سوف يكون المنقذ للبلد من أجل تحييدنا عن المحاور الإقليمية ولتحصين لبنان وحمايته».