وافقت دول الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين (6 مارس/ آذار 2017) على فتح مركز صغير للقيادة لإدارة مهام التدريب العسكري في الخارج في خطوة تأمل فرنسا وإيطاليا أن تكون تمهيدا لإقامة مقر دفاعي للاتحاد. ووافق وزراء الخارجية والدفاع على إقامة مركز القيادة في بروكسل والذي سيديره نحو 30 شخصا لدى تدشينه في الأسابيع القليلة المقبلة بعدما تخلت بريطانيا عن معارضتها للتكامل الدفاعي للاتحاد الأوروبي بينما تستعد لمغادرة التكتل. ويسعى الاتحاد الأوروبي لمضاهاة قوته الاقتصادية بقدرة على ردع التهديدات التي يمثلها المتشددون أو روسيا وكذلك استخدام قوات لحفظ السلام لجلب الاستقرار إلى دول متداعية على حدوده. وذكر مسئول كبير بالاتحاد الأوروبي شارك في المحادثات أن الهيكل الجديد الذي سيكون مسؤولا عن مهام التدريب الحالية في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والصومال يتيح للقائد العسكري للاتحاد الأوروبي أن يبقى في الميدان لإدارة المهام بدلا من العودة إلى بروكسل دوريا لاطلاع الحكومات على التطورات وإدارة التمويل. وسعى الوزراء جاهدين لتجنب وصف مركز القيادة بأنه "مقر رئيسي" إذ أن تعزيز التعاون العسكري الأوروبي لا يزال مسألة حساسة للحكومات التي تواجه أحزابا شعبوية مناهضة للاتحاد الأوروبي على الرغم من الدعم الفرنسي والإيطالي والألماني. وقال وزير الدفاع النمساوي بيتر دوسكوزيل للصحافيين "هذا ليس تمهيدا لجيش أوروبي. لا أعتقد أننا في وضع تريد فيه الدول... أن تتخلى عن مكونات سيادتها". ويتيح التعاون العسكري، بما في ذلك شراء وتشارك دبابات وسفن، للاتحاد أفضل فرصة لتطوير الأبحاث وتوفير الأموال لتعويض سنوات من خفض الإنفاق الدفاعي. وتركت هذه التخفيضات القدرة العسكرية للاتحاد الأوروبي في وضع سيء للتعامل مع تداعيات النزاع السياسي والطائفي في الشرق الأوسط وضم روسيا للقرم وتنامي التشدد الإسلامي. وأزال قرار بريطانيا الانسحاب من التكتل عقبة قديمة أمام مزيد من التكامل بينما يضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حلفاء بلاده الأوروبيين لدفع أموال أكثر مقابل أمنهم. وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن بلاده، التي لا تزال حتى الآن عضوا كامل العضوية بالاتحاد، كانت قد أوقفت أي خطط كان من شأنها أن تقوض دور حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة. و22 دولة من الاتحاد الأوروبي أعضاء في حلف الأطلسي.