إلصاق التهم بالمعارضين السياسيين لإزاحتهم عن الطريق، ممارسة معروفة لأنظمة الحكم الديكتاتورية، ذكر أمثلة منها المعارض التونسي السابق سمير ساسي في روايته (البرزخ)، فقد اتهم النظام التونسي السابق بعض معارضين بسرقة دجاجة من أجل إذلالهم وتشويه صورتهم عند الناس. فحرامي الحلّة، ولص الدجاج اللذين ذكرتهما في مقالي يوم الجمعة الماضي 27 مارس، أمثلة عملية لممارسة بعض الأنظمة لإضعاف المعارضين السياسيين وأصحاب الرأي والتنكيل بهم، وتحقيرهم عند الناس. *** وما زال زعيم المعارضة الماليزية أنور إبراهيم، الذي سطع نجمه في منتصف التسعينيات حين كان نائبًا لرئيس الوزراء السابق مهاتير محمد، ينفي تُهمة "الشذوذ" التي أدانته بها محكمة ماليزية في فبراير الماضي، ويؤكد إبراهيم بأن القضية لها دوافع سياسية لإبعاده عن زعامة المعارضة والحول دون ترشّحه في الانتخابات المقبلة التي تجري بحلول 2018. *** وما زلت أحتفظ بتعقيب قارئ المدينة (خاتم سليمان) على مقال قديم لي في 21/01/2011 بعنوان: (من أجل دجاجة) يؤكد فيه القارئ، بحكم صلته القريبة بأصدقاء توانسة، أن المعارض التونسي سمير الساسي ليس الوحيد الذي تعرّض للمهانة في سجون النظام التونسي السابق، فهناك آلاف من الأكاديميين والمحترفين والطلبة والصحفيين الوطنيين، الذين قضوا في سجون "بن علي"، وأهينوا وأُذلوا وديست كرامتهم، فقط لأنهم قالوا كلمة حق.. أو حتى رفضوا الخنوع والخضوع للطغاة والطغيان. #نافذة: (ألا يدرك الطغاة حقيقة الكون؟ ألا يتعلمون من التاريخ ومن سنّة الله في أرضه؟ ألا يرون نهايات الطغاة أمام أعينهم وأعيننا؟ ألا يتعلمون وهم يرون طغاة ملكوا الأرض ومن عليها ثم دارت عليهم الدنيا ولم يجدوا حتى مكانًا تُقبر فيه جثثهم؟).. قارئ المدينة (خاتم سليمان) nafezah@yahoo.com