أكد الفريق سليمان العمرو - مدير عام الدفاع المدني- أن المملكة لديها سجل حافل ورصيد ضخم في المساندة الإنسانية والإغاثية للدول التي تتعرض لكوارث طبيعية كالزلازل أو الفيضانات أو السيول والأعاصير ومخلفات الحروب، مشيراً إلى أن تشكيل "فريق البحث والإنقاذ السعودي" الذي يستعد للتتويج بالتصنيف العالمي ليكون أداة من أدوات المملكة في مشاركاتها في جهود الإنقاذ والدعم الميداني للمنكوبين وضحايا الكوارث في الداخل والخارج، يأتي استجابة لمسؤولياتها في هذا الصدد ومواكبة للتطورات العالمية في هذا المجال وشعوراً بواجبها في المشاركة في أعمال الإغاثة والإنقاذ. وأشاد الفريق سليمان العمرو في حديثه ل"الرياض" بما يحظى به جهاز الدفاع المدني من رعاية ودعم من لدن خادم الحرمين حفظه الله وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وسمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، انطلاقاً من اهتمام الدولة بسلامة المواطن والمقيم وحماية الأرواح والممتلكات، موضحاً أنه بفضل هذا الدعم السخي شهدت المديرية العامة للدفاع المدني بمختلف أجهزتها جهوداً مكثفة لتطوير البناء التنظيمي للمديرية وأعيد بناء هيكلها الجديد، كما نجحت المديرية في نشر خدماتها في كافة أنحاء المملكة، رغم الاتساع الشاسع والمترامي لأراضيها. رصيد ضخم * تشكل الكوارث الطبيعة من هزات وفيضانات وغيرها تحدياً كبيراً لأجهزة الدفاع المدني في الدول، قد لاتستطيع بعضها التعامل بمفردها معها، كيف تتعامل المملكة مع ذلك لاسيما أن لديها إسهامات مميزة في تقديم العون والمساندة للدول التي تتعرض لمثل هذه الكوارث؟ - المملكة كما يعرف الجميع لديها سجل حافل ورصيد ضخم في مد يد العون والمساندة الإنسانية والإغاثية لكافة الدول والمناطق التي تتعرض لأي نوع من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والسيول وموجات الأعاصير البحرية العاتية "التسونامي" ومخلفات الحروب وما ينتج عنها من موجات هجرة قصرية، وانطلاقاً من المسؤولية الملقاة على عاتق المملكة، ومواكبة التطورات العالمية والشعور بواجب المشاركة في أعمال الإغاثة والإنقاذ للمناطق التي تتعرض للكوارث الطبيعية الآنف الإشارة إليها، فقد أصدرت الأوامر بالعمل على تشكيل "فريق البحث والإنقاذ السعودي"، تجاوباً مع فكرة طرحتها المديرية العامة للدفاع المدني، وبمتابعة وإشراف من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -حفظة لله- ليكون الفريق أداة من أدوات المملكة للمشاركة في جهود الإنقاذ والدعم الميداني للمنكوبين والضحايا في الداخل والخارج. ثلاث مراحل للإستراتيجية * بادرت الدولة بإصدار أمر تشكيل "فريق البحث والإنقاذ السعودي" ليكون ذراع المملكة في المشاركة بجهود الإنقاذ الميداني في مناطق الكوارث في العالم، ماهي إستراتيجيكم لتحقيق هذا الأمر؟ - صدرت الموافقة الكريمة بتشكيل "فريق البحث والإنقاذ السعودي" بموجب قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 116 وتاريخ 19/4/1433ه، ووضعت المديرية العامة للدفاع المدني وبإشراف وبمتابعة من سمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، إستراتيجية تشكيل الفريق وترتكز على ثلاث مراحل: (الأولى) مرحلة البناء والتأسيس (2010 2020م) وفيها تم البدء بوضع اللبنة الأساسية لتأسيس الفريق بصدور الموافقة الكريمة من سمو وزير الداخلية على إعادة هيكلة قوات الطوارئ الخاصة للدفاع المدني، وإدراج فريق البحث والإنقاذ السعودي ضمن تشكيلاتها في عام 2009م، فأعدت الهياكل الخاصة بالفريق وتم اختيار العناصر البشرية المؤهلة، وعددهم 160 عنصراً من الضباط والأفراد من مختلف التخصصات من أطباء وممرضين ومهندسين ومتخصصين في عمليات البحث والإنقاذ. كما تم دعم الفريق بأحدث الآليات والتجهيزات الفنية اللازمة لتمكينه من أداء مهامه بكفاءة عالية، وشارك بالفعل في عدد من مهام الإنقاذ الخارجية مثل كارثة الفيضانات التي أصابت باكستان عام 2011م، والداخلية مثل المشاركة في جهود الإنقاذ في سيول جدة عام 1431ه. (الثانية) مرحلة التصنيف العالمي (2011 2015م)، وهي المرحلة الحالية التي ستتوج بنيل الفريق للتصنيف العالمي، ليكون من ضمن فرق الإنقاذ المصنفة عالمياً تدريباً وتنظيماً وتجهيزاً، حيث تستضيف المملكة وفد الهيئة الدولية للبحث والإنقاذ "انسراج" الذي وصل الرياض، للإشراف على تقييم الفريق لمنحه التصنيف الدولي عندما يجتاز المعايير المطلوبة للتصنيف، من خلال برنامج التقييم الذي يستمر ل(36) ساعة عمل متواصلة يومي الثالث والرابع من أبريل. و(الثالثة) مرحلة ما بعد التصنيف (2015 2020م)، وتستهدف مواصلة الطموح للارتقاء بمستويات أداء الفريق، واستمرارية جاهزيته في مواجهة الكوارث الطبيعية، وتشكيل فرق محلية مماثلة في مناطق المملكة، ويتم تأهيلها وتدريبها وتجهيزها بنفس مستويات الفريق الرئيسي، ووفق خطة مرحلية يراعى في أولوياتها نوعية الأخطار الموجودة في كل منطقة، والمشاركة في البرامج والأنشطة التي تنظمها الهيئة الدولية للبحث والإنقاذ "انسراج". أعدنا هيكلة المديرية وفروعها.. وخدماتنا تغطي كافة أنحاء الوطن تجهيزات آلية وفنية * وما نوع ومستويات التجهيز التي يتمتع بها "فريق البحث والإنقاذ السعودي"؟ - العمل في بيئة الكوارث يستلزم متطلبات خاصة وفائقة من التجهيزات الآلية والفنية، فضلاً عن أن التصنيف الدولي يتطلب أن يكون الفريق قادراً على العمل في موقعين مختلفين في آن واحد، ومن بين هذه التجهيزات سيارات جيب، وعربات برمائية، وشاحنات حمولة 7 أطنان لنقل معدات وتجهيزات الفريق، ومعدات بحث وإنقاذ عالية الكفاءة، وكذلك معدات وتجهيزات خاصة بالأمن والسلامة، ومعدات وتجهيزات هندسية، وطبية، وأجهزة اتصال متطورة ومنها أجهزة اتصال فضائي، إضافة للخيام المتنوعة لمعسكرات الفريق، كما يشترط لتلبية المتطلبات الدولية أن يكون لدى الفريق ناقل رسمي يتولى نقل الفريق بمعداته وتجهيزاته إلى المناطق المنكوبة في غضون 10 ساعات اعتباراً من إعلان بلاغ الإنقاذ، وتم تزويد الفريق بطائرة شحن، وأخرى لنقل القوة البشرية، فضلاً عن طائرة إخلاء طبي يتم استدعاؤها في حالة تعرض أحد أعضاء الفريق لا قدر الله للإصابة في الدولة المنكوبة، لنقله للمملكة لتلقي العلاج، كما يستعين الفريق بمجموعة من الكلاب البوليسية المدربة على أعمال البحث عن المحتجزين والمحاصرين تحت أنقاض المباني المنهارة. التأهيل والتوجيه * يحتّم التصنيف الدولي ضرورة وجود شريك استراتيجي وموجّه للفريق، ما دور كل من هذين العنصرين ؟ - هذا صحيح، فمن أهم شروط التصنيف الدولي ضرورة إيجاد شريك استراتيجي يتولى عملية تأهيل الفريق لمدة عامين تسبق التصنيف، وقد تمت المفاضلة بين عدة جهات معتمدة لدى الهيئة الدولية كشركاء استراتيجيين للفرق المراد تصنيفها، ووقع الاختيار على الشريك السنغافوري وتمثلها "شركة كوزيم" الذراع التدريبية لها في مجالات الحماية المدنية، وجاء الاختيار بعد قيام وفد من المديرية العامة للدفاع المدني بزيارة لقوة الدفاع المدني وأكاديمية الدفاع المدني في سنغافورة، ووقوف الوفد على مدى إمكانات وخبرات الجانب السنغافوري ورصيده في تصنيف فرق البحث والإنقاذ الدولية، وعلى إثر ذلك تم إبرام مذكرة تفاهم بين وزارتي الداخلية في البلدين، لتولي الشركة مسؤولية الشريك الاستراتيجي للفريق السعودي. أما بخصوص موجّه الفريق فهو يقوم بدور المشرف على الشريك، والمتابع لأعمال الفريق، بحيث يتحقق من مدى مطابقتها للمعايير الدولية للتصنيف، وتم اختيار الخبير الهندي "أرجون كاتوش" كموجه بالنظر إلى خبرته الطويلة حيث شغل منصب رئيس جهاز (FCSS) وهو الجهة المسؤولة عن تصنيف الفرق الدولية للإنقاذ بالأمم المتحدة. التدريبات النوعية * ما نوعية التدريبات التي تلقاها الفريق السعودي لتأهيله للمستوى الذي يمكنه الحصول على التصنيف الدولي؟ - حقيقةً خضع الفريق السعودي لأنواع عديدة من التدريبات النوعية في الداخل والخارج والتي تؤهله لتلبية متطلبات التصنيف الدولي، اشتملت على التدريبات اليومية التي تعمل على تنمية جوانب اللياقة والمهارات الفنية والإسعافية والشخصية لدى أعضاء الفريق، إضافة إلى التدريبات على الآليات والتجهيزات الفنية والشخصية، بينما كانت هناك دورات في مجال واختصاصات فريق البحث والإنقاذ السعودي، وكذلك دورات على كيفية عمل مراكز الاستقبال والمغادرة للفريق ووسائل البحث، والدورات الطبية، والتي يعقدها الشريك الاستراتيجي والهيئات الدولية المعنية، أما التدريبات الخارجية فقد تنوعت بين ابتعاث مجموعة من أعضاء الفريق للحصول على دورة في اللغة الإنجليزية، كما حصل البعض الآخر على دورات تدريبية على أعمال الدعم لأسطح وجدران المباني المنهارة لمدة ثلاثة أشهر في أمريكا، ودورات أخرى لوجستية عقدها الشريك السنغافوري، ويضاف لكل تلك التدريبات التجارب الفرضية، منها تجربة للتحدي أقيمت في سنغافورة وفاز الفريق السعودي فيها بالمركز الأول متقدماً على فرق خمس دول منها ثلاث دول مصنفة دولياً، كما شارك الفريق السعودي في تمرينات مشتركة لزلازل فرضية أقيمت في أبوظبي. دخول الفريق المنظومة الدولية يجعله أداة الوطن في دعم منكوبي وضحايا الكوارث تطوير البناء التنظيمي * كيف تقيمون الاهتمام الذي يحظى به جهاز الدفاع المدني لتمكينه من أداء مسؤولياته في أعمال الحماية المدنية والإنقاذ في أنحاء المملكة؟ - تحظى المديرية العامة للدفاع المدني بدعم ورعاية فائقتين من لدن خادم الحرمين وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله وبمتابعة من سمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية انطلاقاً من اهتمامه - أيده لله - بسلامة المواطن والمقيم وحماية الأرواح والممتلكات، وبفضل هذا الدعم شهدت المديرية العامة للدفاع المدني بمختلف أجهزتها جهوداً مكثفة لتطوير البناء التنظيمي للمديرية وأعيد بناء هيكلها الجديد وكافة فروعها بالمناطق بناءً على أمر سمو وزير الداخلية الصادر في 16/9/1435ه. ونجحت المديرية العامة للدفاع المدني بفضل الله ثم بفضل الدعم السخي الذي تلقاه من القيادة الرشيدة، في نشر خدماتها في كافة أنحاء المملكة، رغم الاتساع الشاسع والمترامي لأراضي المملكة، والنمو السكاني وتوسع حجم المدن والمحافظات والمراكز الإدارية، فضلاً عن الانتشار الواسع للمشاريع التنموية الحيوية في مناطق المملكة، وهو ما ضاعف مسؤولية الدفاع المدني لكنها تؤدي بحول الله دورها ومسؤولياتها على الوجه المأمول.