توصلت دول مجموعة (5 +1) إلى اتفاق إطار مع إيران بعد يومين من الموعد الأصلي المحدد في اتفاق وصفه الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، بـ«التاريخي». وتلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز اتصالاً هاتفياً أمس من أوباما، عبر فيه عن التوصل مع إيران إلى اتفاق إطاري بشأن ملفها النووي. وأعرب خادم الحرمين الشريفين عن أمله في أن يتم الوصول إلى اتفاق نهائي ملزم يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وبينما يشدد إطار الاتفاق على مراقبة برنامج إيران النووي وتقليص نشاطها النووي، لتكون منشأة نتانز الوحيدة التي تخصب اليورانيوم بنسبة 3.67 في المائة لمدة 15 عاما، وافقت إيران على خفض أجهزة الطرد المركزي المركبة بنحو الثلثين. وبموجب الاتفاق، ترفع العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على إيران مع التأكد من التزامها في الاتفاق. كما سيتمكن المفتشون من مراقبة أجهزة الطرد المركزي ونسب التخصيب ومنشآت التخزين لمدة 20 عاما. وأعلنت الاتفاق وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف. وقالت موغيريني إن «الاتحاد الأوروبي سيوقف تطبيق جميع العقوبات الاقتصادية والمالية المرتبطة ببرنامج إيران النووي، كما ستوقف الولايات المتحدة تطبيق جميع العقوبات الاقتصادية والمالية المرتبطة ببرنامج إيران النووي بالتزامن مع تطبيق إيران لالتزاماتها الرئيسية بعد أن تتحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من ذلك». يذكر أن الولايات المتحدة ستبقي العقوبات المفروضة على طهران بسبب «رعاية الإرهاب وحقوق الإنسان والصواريخ الباليستية». وفور انتهاء مؤتمر صحافي للإعلان عن تفاصيل الاتفاق، ألقى الرئيس أوباما خطابا ليؤكد أن اتفاق الإطار «يمنع إيران نوويا», وهو الضمان الأفضل والأوقى لمنعها من الحصول على سلاح نووي. وحرص أوباما على طمأنة الدول الخليجية في خطابه، قائلا إنه هاتف خادم الحرمين الشريفين، لـ«التأكيد على التزامنا بأمن شركائنا في الخليج». وأعلن أوباما عن دعوته لقادة الدول الست لمجلس التعاون الخليجي إلى كامب ديفيد هذا الربيع لعقد قمة معه و{بحث كيف يمكن لنا تقوية تعاوننا الأمني بينما نعمل على حل الصراعات المتعددة التي تؤدي إلى هذا الكم من المعاناة وانعدام الاستقرار في أرجاء الشرق الأوسط». وامتنع البيت الأبيض، أمس، عن تحديد موعد القمة، مع التوقع بإجرائها خلال الأسابيع المقبلة. وأشاد الرئيس أوباما بالاتفاق «التاريخي» مع إيران، مشيرا في الآن نفسه إلى أن ذلك لا يعني انتهاء العمل. وفي اتصال عبر دائرة هاتفية مع الصحافيين، قال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودز، أمس، إن «القمة ستكون في غاية الأهمية. نعلم أن هناك مصادر قلق عميقة حول إيران ودعمها للإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة، وفي القمة مع دول مجلس التعاون الخليجية سنوضح التزامنا بأمن شركائنا».