كلما تابعنا نقاشًا فضائيًّا حول عاصفة الحزم، أدركنا أن قرار إطلاقها كان ضربة موجعة لأعداء اليمن والخليج والأمة العربية من الصفويين وأذنابهم؛ التي تهتز بتبعية رخيصة، وأدركنا كم كان التوقيت مهمًّا وحساسًا جدًّا، وأنه بالفعل كان ينبغي ألا يتأخر أكثر، وألا يطول أمد الفرص التي تُمنح لعقول مبرمجة وأُناس ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا مجرد أدوات بيد أعداء أمتهم للنيل منها ومحاصرتها، بل لا يتورّعون عن إطلاق التهديدات لأشقائهم في الدين والعروبة مقابل دراهم معدودة، أو وعود كاذبة ممن لا يصون عهدًا ولا يحفظ جوارًا. عاصفة الحزم عصفت بالصدور، واقتلعت ما تكن؛ حتى باح كُلٌّ بما يشعر به، وحتى بلغ صراخ الموجوعين حد التخريف والتخبط، كما في خطاب حسن نصر الشيطان، وحد الخروج عن آداب الحوار، واللجوء للسباب والشتائم واللغة الحاقدة المغموسة بسم الشعوبية الفارسية، كما في حوار غسان جواد الذي يأنف السعوديون من انتعاله. لكن هذا متوقع وغير مستغرب، فالعاصفة جمعت العرب وصنعت وحدتهم، وحمت البوابة الجنوبية، وقطعت الطريق على المخطط الصفوي الآثم، أما الغريب أن ينعق من يدّعي العروبة والوطنية -ممّن يصفون أنفسهم بالمعارضة- بالقدح في تدخل العرب لحماية اليمن وشرعية رئاسته ونجدة شعبه من حمق الحوثي ومراهقته، ويوصفون الأمور بغير وصفها لمجرد كونهم معارضين للحُكم، ما يفضح حقيقة معارضتهم، وأنها معارضة معتلّة بالهمّ الشخصي لا بالمصالح العليا للوطن والأمة، في حين لم تسمع لهم ركزًا في الانتصار للشعب اليمني قبل عاصفة الحزم، وكأنهم اكتشفوا اليمن فجأة، لأن القدر الذي رماها في طريقهم حين أقدم عدوهم على اتخاذ قرار بشأنه، وهم متعهدون دومًا وأبدًا ومطلقًا بالمعارضة لكل ما يصدر عنه. العاصفة تثير في طريقها الكثير وتحمل معها الكثير، ولا يتبعها إلا النماء والرخاء بإذن الله. @Q_otaibi lolo.alamro@gmail.com