مع تزايد موجة الغبار في منطقة نجران لا تزال حركة الملاحة الجوية متوقفة بالكامل، مع استنفار كبير لكل المستشفيات بالمنطقة والمحافظات التابعة لها. وأكد مدير مطار نجران الإقليمي محمد القحطاني لـ"الوطن" أمس أن استئناف الرحلات الجوية من وإلى المطار مشروط بتحسن الأجواء والرؤية الأفقية. وقال المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد حسين القحطاني أمس "نحذر السكان وقاطني معظم مناطق المملكة ومحافظاتها من استمرار حالة انعدام الرؤية، بسبب الأتربة المثارة، ونطالبهم بأخذ الحيطة والحذر، لا سيما أثناء قيادة السيارات في الخطوط الطويلة والمنحدرات الجبلية، وذلك بسبب ضعف الرؤية مع وصول موجة الغبار إلى تلك المناطق". وحذرت وزارة الداخلية عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بأن الإدارة العامة للمرور تهيب بمستخدمي الطرق أخذ الحيطة والحذر أثناء القيادة وذلك بسبب تدني الرؤية نتيجة موجة الغبار التي تشهدها المملكة. من جهته، أوضح متحدث صحة نجران مهدي آل زمانان أن هناك حالة استنفار بجميع مستشفيات المنطقة، كما أن عدد حالات المرضى نتيجة موجة الأتربة والغبار التي تشهدها المنطقة خلال اليومين الماضيين وصل إلى نحو 1500 حالة مرضية وكان هناك تحذير من الأطباء لمن يتعرض للغبار من دون أخذ الاحتياطات اللازمة التي تحد من استنشاق الغبار والأتربة، خصوصا من يعانون من مشكلات في التنفس والربو. في السياق ذاته، طالب المواطن مبارك القشانين أمانة المنطقة بضرورة وجود دور عمال النظافة ونشرهم داخل الأحياء بشكل مستمر والحفاظ على سلامتهم وتفعيل الجانب الإنساني في التعامل معهم، فيما أوضح المدير العام لفرع وزارة العمل بمنطقة نجران خالد العطاالله أن لوائح وأنظمة العمل توصي بضرورة توفير وسائل الصحة والسلامة المهنية للعمالة، مشيرا إلى قيام الفرع بعمل جولات تفتيشية شملت مرافق حكومية عدة، ركزت فيها على صحة وسلامة الخدمة المقدمة للعمال وضرورة تطبيقها بوجهها الصحيح لتوفير بيئة عمل مناسبة لهم. من جهة أخرى، أكد مزارعون لأشجار النخيل في واحة الأحساء أمس، تداركهم موجات "الغبار" التي شهدتها الواحة خلال الـ72 ساعة الماضية بـ"رش" المبيدات الزراعية الوقائية داخل حيازاتهم الزراعية، لتفادي الإصابة بالأمراض وتدني مستوى جودة المنتج. وأشاروا خلال أحاديثهم إلى "الوطن" أمس، إلى أن للرسائل التوعوية التي نشرتها طوال الأسبوع الماضي كل من هيئة الري والصرف ومديرية الزراعة في الأحساء، دور كبير في قيام المزارعين برش المبيدات، وتزويد المزارعين ببعض من تلك المبيدات، وتقديم الاستشارات الزراعية للجميع، علاوة على زيارة المهندسين والفنيين الزراعيين للمزارع ومساعدة المزارعين، وحرص المزارعين على متابعة موقع الأرصاد الجوية للوقوف على التنبيهات المتقدمة لواحة الأحساء لاتخاذ الإجراء الزراعي المناسب. وأوضح شيخ سوق التمور المركزي في الأحساء عضو اللجنة الزراعية في غرفة الأحساء عبدالحميد الحليبي لـ"الوطن" أن رش المبيدات سيسهم في الحفاظ على جودة الثمرة داخل النخلة، ويقيها الإصابة بالأمراض والآفات الحشرية، مشيرا إلى أن أكثر ثمار التمور تضررا من هذه الغبار في حال عدم رشها هي تمور الأصناف المبكرة التي جرى تلقحيها في شهر فبراير الماضي، لافتا إلى أن المزارعين الذين لم يرشوا المبيدات في مزارعهم سيتعرض منتجهم للإصابة بالأمراض وضعف الجودة. و أكد أن الواقع من خلال تواصله مع شريحة واسعة من المزارعين في الأحساء، أن لديهم تقدما ووعيا كبيرين في رش المبيدات الوقائية من الأمراض، خصوصا من مرض "حلم الغبار"، وبشكل عام المبيدات الوقائية لرفع مستويات جودة المنتج. وشدد على أن تنقلات الرياح لها فوائد عدة على منتج التمور من بينها تجديد التربة من خلال تحرك الرياح للتربة، ولواقح لبعض الزهور، وهي "مواتية" لموسم إنتاج أشجار النخيل في الواحة، موضحا أن هذه التقلبات هي "لواقح"، وتقوم بدورها في نقل حبوب اللقاح إلى أعضاء التأنيث في الأزهار ليتم الإخصاب وتكوين الثمار، مبينا أن هناك علاقة بين تلقيح النخيل وحمل حبوب اللقاح والتقلبات الجوية ونزول المطر في استكمال دورة إثمار الأشجار، خصوصا أشجار النخيل، مضيفا أن هذه التقلبات الجوية ينتظرها الكثير من مزارعي أشجار النخيل، إذ إن لها آثارا إيجابية على النخيل، فهي مساعدة على تفتح عذوقه. وذكر أن انتشار "مصانع "الكسارات" ومصانع الأسمنت في أطراف الواحة الزراعية، لها أضرار سلبية على جودة منتج التمور، مناشدا الجهات الحكومية المتخصصة مراعاة جهات ومواقع تلك المصانع، واختيار مواقع بعيدة عن اتجاهات الرياح للإسهام في الحد من تحرك الأتربة والغبار.