×
محافظة المنطقة الشرقية

أمانة الشرقية تعلن منع حجز المواقف لزبائن المحلات

صورة الخبر

يبدو أن السيد جون كيري وزير الخارجية الأمريكية في طريقه لأن يصبح زعيمًا للبرجماتية العربية! ومن أسف أن برجماتيتنا العربية تصادم قيمًا أصيلة مثل النخوة والمروءة والشهامة والأخوة وغيرها الكثير! أفهم أن تلتزم واشنطن بمبدأ البرجماتية لاعتبارات عديدة، لكني لا أفهم أن تسود البرجماتية العربية حد الإيمان بأن الفكرة هي بمقدار ما تجنيه لي من فوائد حتى ولو على حساب كل القيم. في ضوء ذلك، يصبح من غير اللائق أو المعقول أن يدعم عربي -أصلاً وموقعًا- جماعة الحوثي ضد أمة العرب، أو يدعم آخر بشار الأسد ضد شعبه، أو يدعم ثالث نتانياهو ضد غزة! بمنطق العربي الأول الذي يدعم الحوثي فإنه لا بأس حتى وإن دخل الفرس! وبمنطق الثاني فإنه لا مانع حتى وإن جاء الرومان وضاعت كل مروءات بني غسان وبني عدنان وبني قحطان، وبمنطق الثالث فلم يعد الحق هو العنوان، ولا مانع من بيع الأرض وبيع العِرض، وبيع الأوطان! وأعود فأقول: إنه إذا كانت أمريكا تتمسك بالبرجماتية فهذا حقها الذي يليق بها باعتبارها تنظر إلينا -أمة العرب- وإلى عيرنا من أمم من أعلى.. فإن وجدت مصلحتها هنا دعمت، وإن وجدتها هناك دعمت، وإن تغيّر الأمر في المساء عنه في الصباح.. فلا مانع. وبعبارة أوضح فإن أمريكا أيها البرجماتيون العرب ليست طرفًا في أي مشكلة عربية على العكس منا! أنت في أي عاصمة عربية لا تستطيع، بل لا يليق بك، أن تقف مع جزار عربي يذبح شعبه العربي، أو مع سفاح صهيوني يمارس القتل والحرق لكل ما هو عربي، أو مع حوثي يريد أن ينخر في جسد عربي! بمنطق البرجماتيين العرب الجدد، فإن جون كيري قال: إن الحل المتاح للمأساة السورية الآن هو التفاهم أو الجلوس مع بشار! ولأن ذلك كذلك، فما المانع من عودة السفراء، بل ودعوة بشار!؟ يحدث ذلك، وكأنهم يجلسون على مائدة قمار! شيئًا فشيئًا تسود البرجماتية العربية، التي بدأت بالتعامل مع إسرائيل وفتح المزاد على طموحات العرب، قبل أن ينتهي بعواصم العرب! شيئًا فشيئًا تصبح العواصم ذليلة أو سبيكة أو رقما حسابيًا فوق مائدة الرهان أو القمار! شيئًا فشيئًا تصبح الشعوب العربية طوال الوقت رهينة أو حبيسة في زنازين الانتظار.. من يفوز بالصفقة؟.. من سيقبض العمولة؟.. من يفوز بالمزاد؟!. أخشى مع التوسع المتوقع في البرجماتية العربية المريضة ألا يصبح الخيار بين فتح وحماس في فلسطين وإنما بين القدس وتل أبيب فيختارون الأخيرة! بين طرابلس وطبرق فيختارون روما! بين الحوثيين واليمنيين فيختارون طهران، بين بشار والائتلاف السوري فيختارون موسكو! سمعت بالأمس محللًا تونسيًا يقول: نحن مع الدولة السورية وليس مع النظام! ونحن مع قنصلية في شرق ليبيا وأخرى في غربها.. إنه الحَوَل العربي!!. sherif.kandil@al-madina.com