×
محافظة المنطقة الشرقية

شرطة مكة تنفي شائعات تسمم ماء زمزم

صورة الخبر

بنفس الحزم الذي اتصف به قرار انطلاقة عاصفة الحزم، بعد أن استنفدت المملكة ومعها دول الخليج والدول العربية والعالم الصبر على تمادي المتمردين المدعومين من قوى خارجية في اختطاف اليمن الشقيق وطناً وجيشاً وقيادةً، مستهترين بكل القيم والأصول والقوانين والشرائع. ومع أن الأمم المتحدة حاولت دعم المبادرة الخليجية المتوازنة، التي تعمل على أمن اليمن واستقراره، ومع قبول الرئيس الشرعي الجلوس مع المتمردين؛ لإيجاد حل يجنب اليمن مخاطر الانزلاق إلى حرب أهلية، إلّا أن كل الجهود لم تنفع أمام إصرار المتمردين على تنفيذ أوامر أسيادهم، الذين لا يقبلون بأقل من التحاق اليمن بمشروعهم الطائفي الإمبراطوري، والذي لم تعد أبواقهم تخفيه. وقد سمعنا التصريحات حول احتلال بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، وأطماعهم البائسة في الوصول إلى مكة المكرمة، ظناً منهم أن الصبر الذي واجهت به قوى الحق والسلام في المنطقة، هو ضعف أمام مؤامراتهم، مما ولّد الغضب السعودي والخليجي والعربي والدولي الذي جاء حازماً وعاصفاً بكل أحلامهم في أخذ اليمن رهينة لأطماعهم. أمام كل هذه التطورات، فإن لقاء شيخ الدبلوماسية العربية وسيدها ووزير خارجية الدولة التي تقود عاصفة الحزم مع مجلس الشورى بما يمثله من قيم الشورى والحكمة والوعي والمسؤولية؛ للرد على تساؤلات هذه الصفوة من المفكرين والمسؤولين، الذين وجهوا الدعوة لسموه؛ رغبة في الاطلاع على التوجهات السياسية في هذه المرحلة ومواقف المملكة تجاه مختلف القضايا والمستجدات، وخاصةً فيما يتعلق بالأحداث الجارية على الساحة الخليجية واليمنية، وكذلك تساؤلات أعضاء المجلس حول كافة الأمور التي تقع ضمن مهام وزارة الخارجية واختصاصها ومسؤولياتها، لا سيما وأن الدبلوماسية في مثل هذه الظروف ليست أقل أهمية من المعركة العسكرية التي يقودها الجيش بكل قوة واقتدار -والحمد لله-. وكما كان متوقعاً فقد كانت إجابات سموه حازمة قاطعة، سواء فيما يتعلق بحقيقة التمرد الحوثي وعلاقاته المشبوهة ورفضه ومن هم وراءه لكل الحلول والمبادرات المطروحة، وإقدامهم على أسر الرئيس الشرعي ونهب سلاح الجيش ومؤسسات الدولة، وجرّ اليمن إلى هاوية وفتنة عظيمة تنذر بالمخاطر التي لا تحمد عقباها ليس على اليمن فقط، بل وعلى دول الجوار وفي مقدمتها المملكة التي يعتبر أمن اليمن جزءاً لا يتجزأ من أمنها، كما أكد سعود الفيصل وأكثر من مسؤول سعودي قبل العاصفة وبعدها. وقد كان سموه حازماً أيضاً في بيانه أن المملكة ومع حلفائها من الأشقاء الخليجيين والعرب ليسوا دعاة حرب، لكن طبول الحرب إذا قرعها الآخرون فنحن جاهزون لها؛ دفاعاً عن أوطاننا وأمتنا وأمن اخواننا. كما كان سموه أيضاً واضحاً في إعادة تأكيد موقف المملكة مما يعانيه الشعب السوري الشقيق من ويلات، دخلت العام الخامس، ووقوف المملكة وراء كل جهد ممكن للوصول إلى حل يقوم على مبادئ الحق والعدل، وإعلان جنيف الأول الذي يقضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة لا يكون فيها مكان للأيدي الملطخة بدماء الشعب السوري. أما تأكيد سموه على الموقف السعودي الثابت من حقوق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنه، وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس، فهو موقف لا يقبل التبديل، حتى يتحقق الحل العادل الشامل لقضية العرب الأولى. ولما كان سموه أراد للقائه مع أعضاء مجلس الشورى في -بادرة غير عادية- أن تشمل كافة الأمور التي توضح موقف المملكة ودورها، فقد تحدث سموه أيضاً عن المساعدات الخارجية التي تقدمها المملكة، مبيناً اعتماد وزارة الخارجية مؤخراً آلية جديدة؛ لتوجيه المساعدات مباشرة إلى مشاريع تنموية محددة، بما يضمن وصولها إلى مواطني الدول المستفيدة، وكذلك الاطلاع على أوجه صرف المساعدات وإنفاقها. أما إيران الجارة المسلمة، فقد مدّ لها سعود الفيصل يداً؛ للمشاركة في التضامن الإسلامي ونصرة الشعوب الإسلامية على أساس من الأخوة وحسن الجوار واحترام المصالح المشتركة، بعيداً عن الصراعات وإثارة الفتن والمشاكل والأطماع الإمبراطورية في النفوذ من خلال العزف على أوتار الطائفية والسعي إلى تقسيم العالم العربي والإسلامي وزعزعة أمن دول الجوار واستقرارها، والسعي إلى امتلاك السلاح النووي الذي سيجر المنطقة إلى سباق محموم من التسلح والتنافس في امتلاك آلات الدمار، بدل مشاريع التنمية الاقتصادية والحضارية لرفاهية شعوب المنطقة ومستقبل أجيالها. داعياً القيادة الإيرانية إلى أن تحذو حذو المملكة باعتبارها قوة مؤثرة في المنطقة، والتي تقوم سياستها الخارجية دائماً وأبداً على خدمة الإسلام والمسلمين واحترام الشئون الداخلية للدول، وعدم التدخل في شؤون الغير، مما جعلها تحظى بتقدير الأمم والشعوب والمنظمات الدولية. إن دولاً بحجم المملكة وإيران ليس أمامها إلّّا أن تقوم بمسئوليتها الدولية والإقليمية في تحقيق السلام والاستقرار للمنطقة والعالم، لا سيما وأن هذه المنطقة التي تضمنا جميعاً هي منطقة بالغة الأهمية للعالم أجمع؛ لأسباب إستراتيجية واقتصادية وديمغرافية، تكتسب من خلالها أهمية كبرى ويترتب عليها دور فاعل ومؤثر، قد يؤدي تخليها عنه أو انشغالها وامتناعها عن القيام به إلى أخطار وكوارث لا يعلمها إلّا الله.. فهل تجد كلمات سعود الفيصل أذناً صاغية.. وهل تمتد اليد الأخرى لتصالح يد سعود الفيصل؟؟. أشك.. ولكن أتمنى!. أكاديمي وباحث تربوي واجتماعي