×
محافظة المنطقة الشرقية

صحة بيشة : مستشفياتنا استقبلت 550 مريضاً بسبب موجة الغبار

صورة الخبر

هكذا يريد تصويرها الحوثيون أو من دار في فلكهم، كما ميليشيات الحشد الشعبي وميليشيا حسن نصر الله، وبالتأكيد كبيرهم القابع شرق الخليج العربي، إيران، بأن هذا التحالف، الذي يقود «عاصفة الحزم» المدعوم من غالبية دول العالم، هو معركة ضد الشيعة، وليس كما هو معركة، بل حرب، ضد جماعة متمردة، ارتبطت بدولة قامت استراتيجيتها على تصدير الطائفية والمنافحة عن الشيعة أينما كانوا، وتقدم نفسها «حامي حمى» الشيعة ومرجعهم الفقهي والسياسي، وكأنه ليس للشيعة أوطان تغنيهم عن أوهام الدولة الفارسية. نشاز هي أسطوانة الطائفية التي يعزفها مندوبو إيران في المنطقة، تخيّل حسن نصر الله يتحدث عن الطائفية، وكذلك يفعل عبد الملك الحوثي، وليس بعيداً عنهم زعماء الحشد الشعبي، هؤلاء الذين قامت ميليشياتهم على فكرة طائفية صرفة، يتهمون غيرهم بها، فعلاً «رمتني بدائها وانسلت». غني عن القول إن السعودية ودول الخليج تعاملت مع نظام الرئيس (الزيدي) علي عبد الله صالح، ودعمت الإمامية في اليمن وهم شيعة، وكانت علاقتها جيدة جداً مع الرئيس السوري الراحل (العلوي) حافظ الأسد. دول الخليج لم تؤطر علاقتها مع الآخرين بحسب مذاهبهم، كما يفعل نظام الملالي في طهران، دول الخليج لم تستهدف مواطنيها من الشيعة لأنهم أقلية، وإنما أعطتهم نفس حقوق باقي مواطنيها، على عكس إيران التي تتعامل مع الأقلية السنية بأنهم مواطنون درجة عاشرة، تقمعهم وتصادر حرياتهم وتمنعهم حتى من بناء المساجد، دول الخليج لم ترتكب يوماً انتهاكات بحق مواطنيها مهما كانت طائفتهم، كما تفعل الميليشيات الإيرانية ضد سنة العراق، تحت مرأى ومسمع الحكومة العراقية. وعلى الرغم من النجاح المحدود لطهران في تأسيس خلايا لها في دول الخليج العربية، فإن غالبية تجاربها في اختراق شيعة السعودية والخليج كانت فاشلة ولم تحقق ما تصبو إليه، فالسواد الأعظم من شيعة الخليج ولاؤهم لأوطانهم بالدرجة الأولى، ولم يعرف عنهم انحياز أو ميل باتجاه إيران، مع التأكيد على أن القومية الإيرانية تضع الشيعة الفرس في مرتبة متقدمة عن الشيعة العرب. وهنا يقول عادل اللباد، وهو شاعر وأديب سعودي وعضو سابق في «الجبهة الوطنية لتحرير البحرين»، انخرط في تنظيم سري وعسكري سرق 6 سنوات من عمره بين إيران، وسوريا، يقول في كتابه «الانقلاب.. بيع الذات على الوهم»: إن نظرات الإيرانيين وشتائمهم العنصرية للعرب المنخرطين في التنظيمات الحركية كانت «تلاحقهم واضطروا معها إلى الكذب واختلاق الأعذار بأنهم عراقيون يقاتلون ضد صدام أو لبنانيون من حزب الله». لم يجرؤ أي منهم على ذكر أنه سعودي، ولم يشفع لهم أنهم شيعة ما داموا سعوديين. بقيت الإشارة إلى أن ملف الأقليات في الغرب عموما ملف حساس جداً، وغالباً ما يكون التعاطف مع الأقليات أينما كانوا في درجة عالية، بل ومبالغاً فيه. وهنا كيف ستقبل دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أن تدعم هذا التحالف، إذا كان يستهدف جماعة فقط لأنها من طائفة معينة، لو كان لديها احتمال بسيط أن هذا التحالف بني على فكرة مذهبية، لتبرأ منها الغرب، ولم يقبل لا تأييدها ولا دعمها بهذه القوة. النظام الإيراني تأسس على استراتيجية طائفية، وهذا مثبت بالأدلة والبراهين، لكنهم بارعون وحلفاءهم في رميها على الآخرين لتزيين سوءات أعمالهم.