×
محافظة المنطقة الشرقية

رئيس الهلال الأحمر يتجاوز الأزمة القلبية التي تعرّض لها.. وأحد الأفراد يحلّق بصورته في سماء الجوف

صورة الخبر

أتذكرون بولارويد، قصة هذه الشركة أفضل مثال للعبقرية ثم الخرف والفشل. وعالمنا العربي لعدم وجود حدود للتقاعد والإفراط في الصراحة وثقافة النفاق فيكون أرضا خصبة للمصائب. في هارفارد تدرس قصة بولارويد وكذلك قصة كوداك لطلاب كلية الأعمال وكنا نتسابق لتعليل الأسباب وإيجاد الحلول لإنقاذ الشركة ولكن المالك والمدير التنفيذي إدوين لاند كان لا يريد الخروج من شيئين. الأول قضيته في المحاكم ضد كوداك والتي ظلت ١٥ عاما في المحاكم وفاز بها أخيرا ودفعت كوداك تقريبا أقل من مليار دولار تعويضا له. والثانية تغيير أعمال الشركة. وهذا قبل إفلاس الشركة في عام ٢٠٠١.. في الستينات والسبعينات كان أعظم سيلفي في الهاتف كما هو الحال اليوم هو البولارويد. في المناسبات الكل يحمل بولارويد تصورا أجمل لصور ملونة تتجهـز خلال ٦٠ ثانية. بينما الكاميرا العادية تذهب بالفيلم داخلها إلى استوديو للتحميض وإنتاج صور أفضل ولكن تستلم الصور بعد أسبوع وربما لا تحصل على نصف الصور. والسبب أن الضوء ممكن أن يدمر الفيلم. أو بعضه وممكن جدا وفي وجود عمالة سيئة أن يتعرض كل الفيلم للتلف. المهم هو أن نفهم الظروف المحيطة بشركة بولارويد. في عام ١٩٧٤ وصلت الصور منها إلى مليار صورة وكان سعر الكاميرا رخيصا والفيلم كذلك وحتى الأطفال يستطيعون امتلاك هذه الكاميرا البولارويد. بينما الكاميرا العادية أو آلة التصوير باهظة الثمن مقارنة بالبولارويد وإظهار الصور مكلف ومرتفع الثمن ويأخذ وقتا طويلا. السؤال هو لماذا انهارت بولارويد ؟ إنها رواية ناجحة لمنتج صديق وسهل مثل منتجات شركة أبل اليوم. انهارت لأنها وقفت في الزمن على سلم التطوير وتوقفت عن الإبداع والتجديد. ستون عاما من السيطرة على تقنية محددة وبحماية القانون. كانت البولارويد موجودة في غرف العمليات لأن الطبيب الاستاذ يستعملها ليرى الأطباء من الطلبة مراحل العملية أو حالات محددة متميزة من التعقيدات الصحية. وكانت موجودة في الاستوديوهات قبل الإنتاج لمعرفة ما سيتم تصويره فعليا في السينما لأن ذلك أوفر من التصوير المستمر التجريبي. وموجودة في تجمعات الأصدقاء لأنهم عندما ينفضون من الصعب أن توزع عليهم صور بعد تظهـيرها بأسابيع. ومن أهم العناصر التي ساهمت في فشل الشركة هو إنتاج كاميرا سينمائية أو فيديو كاميرا ٨.٨ ملم في أواخر السبعينات وهذه فشلت تماما. وأظهـرت تدهور بريق أفكار إدوين لاند. والذي حدث لبولارويد حدث لكوداك. في عام ١٩٩٥ كانت مبيعات كوداك ١٥ مليار دولار وأرباحها أكثر من مليار دولار. في عام ٢٠١٣ أفلست كوداك أو دخلت في نظام الحماية عند الإفلاس. الذي قتل كوداك هو الديجيتال ميديا. لم يعد الناس بحاجة لكاميرات تصوير مطبوعة. أتذكرون استوديوهات التصوير في كل مكان لإظهار الصور. هذا التغيير له علاقة بغياب الوعي عن الواقع والاستمرار بنفس السياسات والنمط في العمل. حاليا نحن في اقتصادنا نمر بنفس المرحلة من التغيير في كل شيء وعدم الوعي بالواقع. نسمي هذه الأطر المرجعية. المفاجآت القادمة كثيرة. والبعد الآخر نسميه نقاط التميز. وفي هذه تكمن المنافسة. ودخول لاعبين جدد إلى السوق وخروج لاعبين أكثر هو الذي سيميز الناجح من الفاشل. في النهاية هي أرزاق وتداول بين الناس. والحكمة في النية والهدف الإنساني. والتوفيق من الله. لكل صنف وتقنية رحلة عمريـة تبدأ تصاعديا ثم تنهار مهما طال الزمن. والسلعة الناجحة هي مع الله ولا تنهار.