×
محافظة المنطقة الشرقية

أربيلوا يتوقع عودة مورينيو إلى ريال مدريد

صورة الخبر

يمثل اليمنُ بتاريخه العميق ومكونه الاجتماعي المتنوع وموقعه الاستراتيجي على مضيق باب المندب -الذي يُعد شريان حياة للملاحة العالمية- أهميةً بالغة لدول مجلس التعاون وبالأخص المملكة العربية السعودية؛ كون البلدين يرتبطان بروابط الدِّين والنسب واللغة والجغرافيا التي تجمع بينهما وشعبيهما الشقيقين، وكونهما يتشاركان حدوديًّا مسافة لا تقل عن (1500كم) عبر السهول والجبال والصحارى. وانطلاقًا من الأهمية البالغة التي يشكلها اليمن للمملكة سعت بكل الوسائل للوقوف مع حكومته وشعبه جنبًا إلى جنب في كل الأحوال وأحلك الظروف التي عاشها خلال العقود المنصرمة. ما يعنينا في هذا المقام هو الحكومة اليمنية -وليس الشعب اليمني الوفي- التي تزعمها الرئيس المعزول علي صالح حقبة من الزمن كانت المملكة خير سند ومعين له خلال فترات رئاسته الممتدة زمنًا طويلاً. ومع كل الأيدي التي مدتها المملكة للشعب اليمني والحكومة اليمنية إلا أننا نجد حكومة صالح قابلتها بالإساءة في أكثر من موقف، نذكر من تلك المواقف موقفين: الموقف الأول- حينما احتل الرئيس العراقي صدام حسين دولة الكويت الشقيقة، عندها تبدَّت نوايا حكومة صالح عندما انحازت لمن أرادوا الكيد للمملكة، فكان الرئيس صالح من أقطاب المتآمرين عليها، ومع ذلك سلكت المملكة مسلك «عفا الله عما سلف» حُسنَ ظنٍّ منها، وإيمانًا بأهمية الصفح. الموقف الثاني- حينما خرج الشعب اليمني الشقيق قبل ثلاث سنوات على حكومة صالح مطالبًا بإسقاطها عبر مظاهرات سلمية حاشدة، عندها عجَّلت المملكة بالمبادرة الخليجية التي جنَّبت اليمن شبح حرب أهلية، وضمنت للرئيس صالح التنحي بشرف. ومع كل هذه المواقف نجد الرئيس المعزول يصر في كل مرة على (عض) اليد التي امتدت له، في الوقت نفسه نجده يطبع القُبُلات على يد الحكومة الإيرانية، عبر تعاونه معها ومع مليشيات الحوثيين (الانقلابية) التي تمثل ذراع إيران في اليمن، وعبر إيعازه لبعض أفراد الجيش -الموالين له- بالخروج على حكومة هادي (الشرعية)، وعبر مطالبتهم بتدمير مقدرات اليمن والسيطرة على مرافقه ومؤسساته. ظروف كالتي يشهدها اليمن حتَّمت على المملكة ومعها الدول المتحالفة سرعة التدخل لإيقاف حالة العبث بحق الشعب اليمني التي يخطط لها صالح وتنفذها المليشيات الحوثية، ولقطع الأطماع الإيرانية التي أرادت أن تضع لها قَدمًا في اليمن لتغرس شوكة جديدة في خاصرة دول مجلس التعاون لزعزعة أمنها واستقرارها، تمامًا كالذي تمارسه في لبنان والعراق، بل كادت أن تُلحِق البحرين بهما. ولذلك وبعد أن استنفدت المملكة الحلول الممكنة استجمعت العزم، فكان آخر العلاج هو «عاصفة الحزم». Mashr-26@hotmail.com