رغم افتتاح العديد من الجسور والأنفاق في مختلف أنحاء مدينة جدة مما ساهم في تحرير الحركة المرورية بالعديد من الشوارع شمالا وجنوبا - وشرقا وغربا، إلا أن هناك العديد من النقاط الحرجة التي لا تخفى على أحد، والتي تشهد اختناقات غير عادية خاصة في أوقات الذروة، واللافت أن بعضها في مواقع نفذت فيها مشاريع جديدة جسورا أو أنفاقا. هذا الواقع الذي أصبح حديث الكثير من مجالس جدة، جعل البعض يرفع صوته متخوفا من احتمالات حدوث أخطاء فنية وهندسية في الدراسات التي سبقت تنفيذ هذه المشاريع والتي كلفت خزينة الدولة مليارات الريالات، ناهيك عن الوقت المهدر، والمعاناة التي عاشها السكان والزوار معا خلال فترة التنفيذ واتي امتدت لعدة سنوات. كما أن عدم التطبيق الصارم لقرار منع دخول الشاحنات إلى داخل المدينة في أوقات معينة، يحتاج إلى قرار أقوى لتفعيله وزيادة فترة المنع أسوة بما يحدث في العاصمة الرياض، للتخفيف من معاناة المواطنين والزوار مع الزحام المروري في جدة. ولما كان الشيء بالشيء يذكر، نشير هنا إلى المعاناة اليومية المتكررة لمستخدمي طريق جدة / مكة المكرمة السريع (طريق الحرمين) صباح مساء، ولا ينبغي هنا التحجج بالمشاريع العملاقة الجاري تنفيذها عليه، وفي مقدمتها مشروع قطار الحرمين، لأنه وحسب مختصين في هذا الشأن كان بالإمكان تفادي هذه الإشكاليات بمزيد من التنسيق وترتيب الأولويات، فضلا عن إيجاد بدائل مناسبة لا تتسبب في ما نشاهده اليوم من اختناقات تكون نتيجتها إهدار ساعة من الزمن أو أكثر في مسافة لا تحتاج لأكثر من دقائق معدودة. ومع عودة الأمير خالد الفيصل لتسلم مهام إدارة شؤون هذه المنطقة الهامة، الجميع متفائلون بمستقبل أفضل، ليس لمدينة جدة فحسب، وإنما لجميع مدن ومحافظات منطقة مكة المكرمة.