قيل دائما بعض الإعلاميين العرب أشبه بهواتف العملة، هم صدى حالة التردي والانكسار التي نتجت عن حقبة الشعارات، وهم أصوات كل من يلقم أفواههم، عرفتهم أنظمة الشعارات، فجعلتهم أبواقا للترويج لسلع دكاكينها، يتنقلون بين الدكاكين أينما تيسرت لهم اللقمة، ويبدلون معازيبهم كلما فرقت الأجرة ! بعضهم أجرته كسرة خبز يابسة، وبعضهم أجرته دعوة بتذكرة سياحية وغرفة فندقية مع وجبة إفطار مجانية، وفي كل الأحوال أجرتهم رخيصة، وولاؤهم مغشوش من نفس رخص أنفسهم! كانت بعض دول الخليج في أزمنة سابقة تفتح لهم أبوابها بحسن نية من منطلق الضيافة الأصيلة وتستقبلهم بدافع الشهامة والكرم، فظن البعض منهم أن المسألة بيع وشراء حتى ولو كان أن يتحول إلى سلعة تباع وتشترى، يعطى فيمدح ويمنع فيشتم، فتحول التاجر إلى متاجر وتحولت التجارة إلى ابتزاز ! ما يجري اليوم في بعض وسائل الإعلام الصفراء في بعض الدول العربية ضد المملكة ومواقفها المشرفة، هو نفسه ما جرى في كل مرحلة حرجة وأزمة عابرة بذلت فيها المملكة التضحيات في معالجة الأمور وتركت لغيرها اجترار الشعارات الفارغة والخطب الرنانة، إنهم مجرد قنابل صوتية، وتجار شنطة يخرجون في مواسم اللطم عند كل ناصية لبيع أنفسهم بأحبارهم الملوثة وقلوبهم الموحلة! ونفهم أن تجتمع عداوة النظام وإعلامه، ولكن أن يكون النظام صديقا وبعض إعلامه عدوا، فهذا عجيب ! نقلا عن عكاظ