×
محافظة الرياض

جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية تُعلن تعليق الدراسة .. اليوم الخميس

صورة الخبر

الصوت وحده دون حجة أو برهان يصبح ضجيجا وإزعاجا. الناس خلال الأيام الماضية تمتلك الصوت والوسيلة والقدرة. لكنها تفتقد الحجة أحيانا. كان السؤال الملغوم: ما رأيكم في التدخل السعودي في اليمن؟! والحقيقة التي يجب أن تقف أمامها، أنه لم يكن هناك تدخل -وهو ما أثاره قبل يومين أحد الدعاة اليمنيين- فما فعلته السعودية باختصار هو الاستجابة السريعة لنداءات الرئيس اليمني بإنقاذ اليمن من التدخلات الإيرانية. التصدي لتوجيه الرأي العام والتأثير فيه ينبغي أن يعتمد على حجة واضحة ودقيقة. العاطفة ومشاعر الحب -وإن كانت مطلوبة- إلا أنها لا تؤثر في قناعات الناس كثيرا. أقنع الناس بلغة الأرقام. حينما يقال لك أنتم دمرتم اليمن. قل لهم بصوت مرتفع وبحجة دامغة: نحن الذين ساندنا اليمن وبنينا الطرق والمستشفيات، فكيف نسعى إلى تدميره! حينما يقال لك: أنتم تقتلون اليمنيين. قل لهم بلغة الواثق: نحن الذين فتحنا قلوبنا وبلادنا لآلاف اليمنيين فكيف نسعى إلى قتلهم؟! وقل لهم أيضا: الذي يريد قتل اليمنيين هو من يرسل السفن والطائرات محملة بأطنان بالسلاح لتعبث بمكونات اليمن الشقيق. قل لهم: الذي يسعى إلى تدمير اليمن هو من مكّن الحوثيين من الانقضاض على اليمن. فكان لا بد لنا من تدمير هذا السلاح الفتاك الذي كان سيوجه إلى اليمنيين أنفسهم. هذه أمثلة شاردة لأسئلة ملغومة يتقاذفها معسكران متضادان خلال الأيام الماضية. لم يحسن خوض غمارها سوى الأشقاء في اليمن! قل مثلهم أو التزم الصمت ولا تجادل الآخرين بحجج ضعيفة متهالكة. وفي أضعف الأحوال لست ملزما بمنازلة لا تجيد فنونها. العاطفة لا تقنع أحدا، ولغة المشاعر والشعارات لا تغيّر القناعات! الخلاصة: الحرب على مدى الزمن لها جبهتان: جبهة عسكرية وجبهة إعلامية. فإن كنا تفوقنا في الجبهة العسكرية فنحن ما نزال نجرّب أسلحتنا الإعلامية. والذي فاقم المشكلة أننا لم نُتح الفرصة بعد لمن يمتلك الحجة والإقناع. ولذلك عليكم أن تستمعوا إلى الإخوة اليمنيين هذه الأيام وتدعوا ما سواهم. صدق نبينا الكريم: "الحكمة يمانية".