قال لـ "الاقتصادية" سليمان الحربش؛ رئيس صندوق أوبك للتنمية الدولية "أوفيد"، إن الصندوق قدم مساعدات للدول النامية والفقيرة منذ تأسيسه عام 1976 وحتى نهاية العام الماضي 2014، لا تقل عن 17 مليار دولار. وأضاف أن 50 في المائة من هذا الدعم تم تقديمه لدول القارة الإفريقية، ومن بين 130 دولة نامية؛ مصر هي الأكثر استفادة بدعم المنظمة بنحو مليار دولار منذ تأسيس الصندوق، مضيفاً "كما دعمنا 15 مشروعا في الكهرباء فقط في مصر". وأشار إلى أنه "منذ 2007 أصبحت الطاقة من الأنشطة الرئيسة للمنظمة، عندما أطلقت في قمتها الثالثة المنعقدة في الرياض في تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 نداء إلى المؤسسات التنموية في الدول الأعضاء، ومن بينها صندوق أوبك للتنمية "أوفيد"، بأن ينظروا في السبل الكفيلة بالقضاء على فقر الطاقة الذي يعانيه 1.3 مليار نسمة في العالم ليس لديهم كهرباء، معظمهم في إفريقيا". وتابع: "في 2008 أطلق الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مبادرة الطاقة للفقراء، طلب خلالها من مجلس وزراء "أوفيد"، أن ينظروا في تخصيص مليار دولار لهذا الغرض، واجتمع الوزراء 2011في وقرروا ذلك، وطلبوا مني السفر إلى ريو دي جانيرو لحضور المؤتمر المعروف بريو +20، وإعلان هذه المبادرة هناك، في اجتماع حضره بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة". ولفت إلى أن "الإعلان تضمن تعهد دول أوبك بتخصيص مليار دولار متجددة كحد أدنى للقضاء على فقر الطاقة، بالمشاريع التي تعتمد على الوقود الأحفوري والمتجدد، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح". وتابع الحربش، أن نصيب الطاقة قفز من 20 في المائة خلال السنوات الـ 40 الماضية إلى 30 في المائة من مشاريع ودعم المنظمة حاليا، بفضل مبادرة القضاء على فقر الطاقة، لافتاً إلى أن المنظمة قدمت دعما بقيمة ملياري دولار للقضاء على فقر الطاقة في العالم منذ بدأ البرنامج، معظمها في إفريقيا. وعن الهدف الأساسي للمنظمة، أوضح أنه يتمثل في مد يد العون للدول النامية في جميع أنحاء العالم دون التمييز بسبب الدين أو الموقع وخلافه، والتركيز بشكل خاص على الدول الفقيرة منخفضة الدخل، مضيفاً "ولذلك فإن 50 في المائة من نشاط المنظمة في إفريقيا، كما أن المنظمة غير مسيسة". وأضاف، أن المنظمة تدخل في مشاريع الطرق والصحة والتعليم والطاقة، فيما يتم تقديم المساعدة من خلال أربع طرق، القروض الميسرة للقطاع العام، القروض الميسرة للقطاع الخاص، تمويل التجارة، وأخيرا برنامج المنح. وفيما يتعلق ببرنامج المنح، ألمح إلى أن البرنامج ينقسم إلى ستة برامج، تتعامل مع عدد من الأنشطة أهمها برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني المتضرر من الاحتلال بالتعاون مع الأمم المتحدة، برنامج مكافحة مرض الإيدز، برنامج البحوث، برنامج المساعدة الفنية، يضاف إليها برنامج الطاقة للفقراء، وبرنامج الكوارث الطبيعية أو الطوارئ، مؤكداً أن "المنظمة تعمل في كل الدول النامية عدا دول أوبك وهذه مقصودة عمدا". وذكر، أن الصندوق هو منظمة تنموية دولية معترف بها مقرها فيينا، ولديها اتفاقية مقرة مع الحكومة النمساوية، ويديرها وزراء المالية في الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، مضيفا أن "أوفيد" هي المنظمة الشقيقة لمنظمة أوبك، ويديرها وزراء مالية أوبك، فيما يديره منظمة أوبك وزراء النفط والطاقة في الدول داخل المنظمة. وأضاف: "كما أن لدينا مجلس محافظين يجتمع في السنة أربع مرات، يضاهي مجالس الإدارات في الشركات الخاصة". وأوضح، أن صندوق أوبك للتنمية أنشئ في عام 1976، وولدت فكرة المنظمة في مؤتمر قمة الجزائر المنعقد في شباط (فبراير) 1975، فيما يضم حاليا 180 موظفا ينتمون إلى 25 جنسية، نصفهم من النساء. وفيما يتعلق بمؤتمر دعم الاقتصاد المصري في شرم الشيخ، قال "حضرنا المؤتمر الشهر الجاري مع كل المنظمات التنموية.. وعلاقتنا بمصر لم تبدأ بمؤتمر شرم الشيخ بل منذ 1976، وحضورنا هو تأكيد للعلاقة وتجديد للالتزام بالدعم". وأضاف، "كنت على وشك أن أوقع اتفاقية مع وزيرة التعاون الدولي المصرية نجلاء الأهواني، لدعم مستشفى جامعة عين شمس.. وقبلها خلال أقل من سنة وقعت اتفاقيتين، الأولى لكهرباء أسيوط والثانية لكهرباء حلوان". وتابع أن أغلب قروض المنظمة مشتركة مع صناديق أخرى، لافتاً إلى أن مشاريع مصر على سبيل المثال بشراكة مع بنك التنمية الإسلامي والصندوق الكويتي للتنمية والصندوق السعودي والصندوق العربي وخلافه. وحول أهداف الألفية المعلنة عام 2000، قال إنها ثمانية أهداف، لم يكن بينها هدف يقضي على فقر الطاقة، مضيفاً "لكننا في 2007 أضفنا هذا الهدف ليصبح الهدف التاسع". وأضاف أن "فقر الطاقة يحتاج إلى مليارات الدولارات لمواجهته، وما نقوم به قطرة في بحر، حيث نحث الآخرين على مواجهة فقر الطاقة، لأن الكهرباء يحيطها عديد من المشكلات، منها أنها صناعة تحتاج إلى رأس مال كبير، وتحتاج إلى عشر سنوات لتبدأ العمل، فضلاً عن احتياجها إلى خطوط توزيع". ولفت إلى أن هناك سكانا في العالم ليس لديهم خطوط توزيع كهرباء، لكن "نحن الآن نحاول أن نوفر في رواندا وكينيا ومالي وملاوي مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية ليذاكر عليها الطلاب"، لافتاً إلى أن المنظمة تعمل حاليا على توفير مولدات كهرباء صغيرة بدلا من الانتظار لإنشاء محطات كهرباء كبيرة. وأردف، "ليس بمقدوري أن أنير منازل الـ 1.3 مليون نسمة الذين يعانون فقر الطاقة، لكن على الأقل أقضي على فقر الطاقة عند عدد منهم". وقال "حاليا يطلقون علينا في "أوفيد" بطل القضاء على فقر الطاقة، بان كي مون عندما أعلن مبادرة الطاقة للجميع في أيلول (سبتمبر) 2011، وعينني في الفريق الأعلى للمبادرة، حينها قال لي إن منظمتنا استطاعت أن تقنع العالم بأن هناك هدف تاسع للألفية وهو فقر الطاقة". وأضاف الحربش، "نعقد ورشا في فيينا.. ستسمع قريبا عن ورشة نطلب فيها من شركات البترول القيام بدورهم في المسؤولية الاجتماعية من خلال بناء مدارس وتوصيل مياه شرب في الدول التي يعملون فيها.. ومشاريع طاقة للفقراء كجزء من المسؤولية الاجتماعية مقابل ربحك من هذه الدول".