الحمد لله على كل حال في السلم وفي الحرب. لا شك أن بلادنا الغالية في هذه الأيام تدخل مراحل حازمة تتطلب منا الوقوف معها ولها بلا حدود، وبدون تردد، وبلا شروط. وهل هناك أغلى من الوطن، وأرض الوطن، وهواء الوطن وترابه. • أولا: ولا شك أننا عشنا سنوات وعقودا في أمن وأمان ونسأل الله أن يديم علينا ذلك، وقد حان الوقت أن يؤدي كل واحد منا واجبه تجاه هذه الأم (الوطن) التي رعتنا منذ دهور. إن لكل واحد منا دوره سواء كان ذلك بسلاحه أو بقلمه أو بلسانه، وكل من موقعه ومنبره، الكل بلا استثناء هو مسؤول أن يدافع ويعزز الروح الوطنية في نفسه وفي من حوله. • ثانيا: من المهم الالتحام مع بعضنا البعض كالجسد الواحد، نبذ الخلاف والتفرق، وأن نضع كل ما اختلفنا عليه جانبا، لأن الوقت هو وقت العائلة الواحدة التي إذا استشعرت الخطر التمت إلى بعضها البعض، وأصبحت على قلب رجل واحد. وهو تجسيد لمعنى وهو موجود بيننا، ولكن علينا أن نعززه أكثر وأعمق حتى نصبح كالبنيان المرصوص. وهذا المفهوم لابد أن يكون واضحا كالشمس لا غبش فيه، وراسخا كالجبال لأن الخلاف شر، والخلاف ضعف، والخلاف فُرقة. • ثالثا: الدور الإعلامي جدا مهم وحساس، وهنا تقع المسؤولية المباشرة على كل فرد منا في قضية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. نحن المسؤولون أمام الله أولا سبحانه وتعالى، ثم أمام وطننا الغالي أن لا نتسرع في نقل الأخبار والصور ومقاطع الفيديو عبر واتس أب أو توتير أو انستغرام أو غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، لأن المسألة هنا ليست سبقا صحفيا أو من ينقل الخبر قبل الآخر، المسألة تمس أمن وطننا، وتلك مسؤولية تقع على عاتقنا. ضغطة زر بسيطة من يد أحدنا على جواله قد تكلفنا الكثير جهلا وإهمالا. وهنا يأتي دور الوعي والحس الديني والوطني في التثبت والتأكد قبل نقل الأخبار والمعلومات. المفترض والصحيح وهو الواجب الوطني أن نأخذ الأخبار من الجهات الرسمية. • رابعا: الدعاء وما أدراك ما الدعاء، فهو سلاح فعال وقوي وكلنا نستطيعه!، وهو لا يخطئ أبدا. ويكفينا في ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام وهو مستجاب الدعوة كان في غزوة بدر يرفع يديه عاليا حتى سقط رداؤه عن كتفه الشريفة، من كثرة إلحاحه في الدعاء وطلب النصر من عند الله، حتى أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أشفق عليه، وقال له: «يا رسول الله كفاك بعض مناشدتك ربك، فإنه منجز لك ما وعدك». وكأن الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم الأمة التي ستأتي من بعده درسا عظيما، وهو أنه بعد بذل الجهد والأسباب الدنيوية، فان النصر يأتي من السماء بإذن القوي العزيز مثل زخات المطر، وصدق الله سبحانه وتعالى حين قال «إن ينصركم الله فلا غالب لكم». اللهم وحد صفنا قيادة وشعبا، اللهم انصر جندنا وثبت أقدامهم، واربط على قلوبهم، وردهم إلينا سالمين غانمين.. آمين. م. الهندسة الميكانيكية