اليمن جار عزيز وشعبه أعز، ونصرته والوقوف معه ودعم شرعيته المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي واجب خليجي وقومي عربي وإسلامي أيضا، وهو أمر يفسر هذا التحالف العربي والإسلامي، الذي تقوده السعودية، المتمثل في "عاصفة الحزم"، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فجر الخميس الماضي. دول الخليج لم يُعرف عنها أنها دول حرب، ولم تتأسس لشن الحروب، ولم تتعطش في يوم للمعارك وسفك الدماء وبث الفتن بين الشعوب، بل هي محبة للسلم والسلام، وداعمة للاستقرار في أرجاء المنطقة كافة، لكنها في الوقت نفسه قبلة للمستجير، ولا تتأخر في نصرة أشقائها ومساعدتهم، والرد بـ "حزم" على من يهدد أمنها وأمن جيرانها. الالتفاف العربي والإسلامي والعالمي أيضا خلف دول الخليج في حملتها العسكرية لنصرة الشعب اليمني ودعم شرعية رئيسه "هادي" وحفظ أمن المنطقة، جعل "إيران" العابث بأمن المنطقة في عزلة دولية غير مسبوقة، لا أحد يقف في خندق إيران إلا الأنظمة والأحزاب الطائفية في المنطقة، وهي المعزولة سلفا عن المشهد الإقليمي. الملك سلمان وهو يأمر ببدء "عاصفة الحزم" لم ينصر الشعب اليمني فحسب، بل جمع كلمة العرب والمسلمين، ووحد صفهم من بعد شقاق، فغالبية الدول العربية والإسلامية شاركت أو ستشارك لاحقا في الحملة العسكرية لحفظ الأمن في اليمن الشقيق العزيز. تحالف غير مسبوق هب للوقوف مع الشعب اليمني، ونجاح باهر للدبلوماسية السعودية والخليجية، وحَّدت دول العالم في زمن قياسي، ومنحت الشرعية للحملة، التي لا غاية منها إلا عز اليمن ورفعته وحفظ أمنه واستقراره من عبث العابثين. عندما حرّكت السعودية وأشقاؤها في دول الخليج ذراعها القوية في الشرق الأوسط "سلاح الطيران" لضرب مواقع الحوثيين في اليمن، فهي توجه رسالة للجميع في المنطقة، وبالأخص العابث الأكبر في "إيران" بأن يدها ستطال كل من يهدد أمنها والأمن الإقليمي. الدول العربية والإسلامية المشاركة في "عاصفة الحزم" وجهت رسالة واضحة وصريحة للجميع في المنطقة والعالم أجمع، فكما هم رجال سلم وسلام ومحبة وإخاء، فهم أيضا رجال حرب، وقادرون على بتر كل يد تمتد نحو أراضيهم، وتهدد أمنهم وأوطانهم وشعوبهم.